البريكست أدى إلى وفاة 1,485 شخصًا إضافيًا سنويًا في مستشفيات إنجلترا
عرب لندن
كشفت دراسة أكاديمية جديدة أجراها باحثون من جامعة سري عن أن البريكست كان له أثر كارثي على هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، وأدى إلى تسجيل 1,485 حالة وفاة إضافية سنويًا في مستشفيات إنجلترا.
وأوضح الباحثون أن تصويت عام 2016 لصالح مغادرة الاتحاد الأوروبي تسبب في مغادرة عدد كبير من الممرضين الأوروبيين، مما دفع المستشفيات إلى توظيف ممرضين أقل خبرة وكفاءة من خارج الاتحاد، وهو ما انعكس سلبًا على جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى، بحسب "الإندبندنت".
وأكد البروفيسور جوزيبي موسكيلي، المحقق الرئيسي في الدراسة، أن للبريكست عواقب تتعلق بالحياة أو الموت بالنسبة للمرضى، إذ تسبب فقدان الكوادر المؤهلة في تراجع ملحوظ وقابل للقياس في جودة الرعاية.
وسلّط موسكيلي الضوء على نتيجتين رئيسيتين للدراسة، موضحًا أن الأولى تكمن في الدور الحاسم للممرضين المَهرة المهاجرين في نظام NHS، لا سيما في أقسام الطوارئ حيث تكون المخاطر مرتفعة.
أما الثانية فتتمثل في الاعتماد الكبير للمملكة المتحدة على الممرضين الأجانب، مما يستدعي ضرورة تدريب المزيد من الكوادر المحلية لتفادي تدهور مماثل في جودة الخدمات الصحية مستقبلاً.
وحلّل الباحثون بيانات مرضى من 131 مستشفى في إنجلترا، بما في ذلك معدلات الوفيات وحالات إعادة الدخول غير المخطط لها.
وقدّروا أن النظام الصحي البريطاني سجّل 34 حالة وفاة إضافية لكل مستشفى خلال السنوات الثلاث التالية للاستفتاء، في المستشفيات التي تعرضت "بشكل متوسط" لصدمة البريكست.
ورصدت الدراسة تراجعًا حادًا في عدد الممرضين الأوروبيين الجدد بعد الاستفتاء، تزامنًا مع زيادة حادة في نسبة توظيف الممرضين من خارج الاتحاد الأوروبي، والذين اتسموا بانخفاض مستوى الخبرة والكفاءة وانخفاض الرواتب.
واعتبر الباحثون أن هذا التحول في تركيبة القوى العاملة هو السبب "الأرجح" وراء ارتفاع معدلات الوفاة وإعادة الإدخال غير المخطط في المستشفيات.
وسبق لدراسات سابقة، أبرزها بحث نُشر عام 2017 في مجلة The Lancet، أن حذرت من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيؤدي إلى تراجع تدفق العاملين الصحيين الأوروبيين إلى المملكة المتحدة، مع تأثير خاص في منطقتي لندن وجنوب شرق إنجلترا.
واستجابت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا لهذا التحدي عبر توظيف عشرات الآلاف من العاملين الصحيين من دول مثل نيجيريا وغانا وزيمبابوي منذ الخروج الرسمي من الاتحاد الأوروبي في نهاية عام 2020.
بدوره، صرّح متحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية بأن NHS تعاني منذ سنوات من نقص مزمن في القوى العاملة، وأن الطواقم تعاني من الإرهاق والإحباط، مؤكدًا أن "خطة الصحة لعشر سنوات" المقبلة ستتضمن أجندة إصلاح جريئة لبناء نظام صحي يتناسب مع تحديات المستقبل".
واختتم المتحدث بالإشارة إلى أن "استقدام الكوادر المطلوبة سيستغرق وقتًا، لكننا ملتزمون بتحقيق أكبر توسع في عدد العاملين في تاريخ NHS، بما في ذلك توظيف المزيد من الممرضين والممرضات".