عرب لندن

كشفت تقارير بأن شركة أمازون تعتزم عرض تكلفة الرسوم الجمركية المفروضة على منتجاتها بشكل واضح على موقعها الإلكتروني، مما أثار جدلاً سياسيًا واسعًا في الولايات المتحدة.​

ووفقًا لمصادر إعلامية، كانت هناك مناقشات داخلية في أمازون حول إمكانية عرض التكاليف الإضافية الناتجة عن الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب، خاصة على المنتجات المستوردة من الصين. إلا أن الشركة نفت رسميًا وجود أي خطة لتنفيذ ذلك، مؤكدة أن الفكرة لم تتجاوز مرحلة النقاش الداخلي ولم تُعتمد كسياسة رسمية.​

ورغم ذلك، أثارت هذه الأنباء ردود فعل غاضبة من البيت الأبيض، حيث وصف المتحدث باسم الإدارة هذه الخطوة بأنها "عمل عدائي وسياسي"، متهمًا أمازون بمحاولة التأثير على الرأي العام ضد سياسات ترامب التجارية. 

كما أفادت تقارير بأن الرئيس ترامب أجرى اتصالًا هاتفيًا بمؤسس أمازون، جيف بيزوس، للتعبير عن استيائه من هذه الخطوة المحتملة.​

وشنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، هجوما على أمازون وصفت فيه تلك الخطوة بأنها "عمل عدائي وسياسي"، كما أفادت تقارير بأن ترامب اتصل بيزوس غاضبًا بعد سماعه بالأمر.

ونقل مصدر مطّلع على موقف الرئيس أن "ترامب كان غاضبًا جدًا"، متسائلًا: "لماذا يجب على شركة بمليارات الدولارات تمرير التكاليف إلى المستهلكين؟"

وأثمر الغضب الرئاسي عن تراجع فوري في موقف أمازون، حيث أشار ترامب لاحقًا إلى أن بيزوس "كان لطيفًا جدًا" خلال المكالمة، وأنه "حل المشكلة بسرعة"، مضيفًا: "رجل طيب".

وأعلن ترامب فرض رسوم جمركية على جميع الدول، مع تركيز خاص على الصين بنسبة 145 في المئة، لكنه جمد تنفيذ بعض هذه الرسوم في الوقت الحالي، موضحًا أن هذه السياسات تهدف إلى "تحقيق توازن في القدرة التنافسية الأمريكية"، رغم تحذيرات الخبراء من أن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار على المستهلكين.

واتهمت ليفيت شركة أمازون بتعاون سابق مع أجهزة الدعاية الصينية، مشيرة إلى تقرير لوكالة رويترز نُشر في ديسمبر 2021، معتبرة أن “ما يحدث ليس مفاجئًا”. 

وأضافت: "لهذا السبب يجب على الأمريكيين أن يشتروا منتجات أمريكية".

وتساءلت ليفيت: "لماذا لم تُقدم أمازون على هذه الخطوة عندما رفعت إدارة بايدن معدلات التضخم إلى أعلى مستوى خلال 40 عامًا؟"

ومنذ فوز ترامب في الانتخابات الأخيرة، أظهر بيزوس تقاربًا سياسيًا ملحوظًا، إذ تبرع بمبلغ مليون دولار لصندوق تنصيب ترامب، وحضر حفل التنصيب، ووجّه قسم الرأي في صحيفة "واشنطن بوست" التي يمتلكها  نحو الدفاع عن الحريات الشخصية واقتصاد السوق.

وأشاد ترامب مؤخرًا ببيزوس وعدد من حلفائه من أصحاب المليارات، واصفًا إياهم بأنهم "كانوا رائعين".

ورغم رفض المتحدثة باسم البيت الأبيض التعليق على العلاقة الحالية بين ترامب وبيزوس، شددت على أن قرار أمازون كان "سياسيًا وعدائيًا".

وتستعد أمازون، كغيرها من شركات البيع بالتجزئة الكبرى، لتحمل وطأة التعريفات الجديدة، لا سيما أن 60% من مبيعاتها تأتي من تجار تجزئة مستقلين يعتمدون على الاستيراد. 

وبحسب "رويترز"، فإن بعض البائعين قرروا الانسحاب أو التردد في المشاركة في فعالية "Prime Day" الشهيرة.

وأكد ترامب أنه يجري محادثات مع الصين لتخفيف بعض الرسوم الجمركية، لكنه لم يُعلن عن أي مفاوضات رسمية أو خطوات ملموسة حتى الآن.

السابق أكثر من مليون مكالمة على خط مكافحة الاحتيال “159” منذ إطلاقه
التالي بريطانيا تقنع فرنسا بتغيير قواعدها لوقف تهريب المهاجرين عبر بحر المانش!