عرب لندن
كشفت دراسة أجراها علماء من جامعة بيرن في سويسرا أن حقن فقدان الوزن، التي طُوِّرَت في الأصل لعلاج مرض السكري، قد يكون لها تأثير إيجابي على الصحة النفسية، بالإضافة إلى قدرتها على كبح الشهية.
وأظهرت النتائج أن هذه الحقن لا تقتصر فائدتها على فقدان الوزن فحسب، بل تساهم أيضًا في تحسين المزاج والرفاهية وجودة الحياة، متفوقة على الأنسولين والأدوية المضادة للسكري في تحسين الصحة النفسية.
وحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان "The Guardian" قُدِّمَت نتائج هذه الدراسة في المؤتمر الأوروبي للسمنة في مالقة، إسبانيا، حيث تبين أن الأدوية، مثل سيماغلوتايد (التي تباع تحت أسماء أوزمبيك وويغوفي)، تنتمي إلى مجموعة محفزات مستقبلات البيبتيد الشبيه بالجلوكاجون-1 (GLP-1)، التي تقلل الشهية، وتسهم في الشعور بالشبع.
كما أظهرت الدراسة أن هذه الأدوية لم ترتبط بتدهور الصحة النفسية أو زيادة خطر الإصابة بأمراض نفسية جديدة.
وأشارت الدراسة إلى أن العلاج بهذه الأدوية كان له تأثير إيجابي على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية شديدة، مثل الفصام والاكتئاب الشديد واضطراب ثنائي القطب.
وأظهرت خمس دراسات أن هذه الأدوية حسّنت الرفاهية النفسية وجودة الحياة لهؤلاء الأشخاص. كما تبين أن الأشخاص الذين لا يعانون من أمراض نفسية شهدوا أيضًا تأثيرًا إيجابيًا على صحتهم النفسية مقارنةً مع الأنسولين وأدوية السكري الأخرى.
وقالت الدكتورة سيغريد بريت، المؤلفة الرئيسية للدراسة: "قد يكون لمحفزات GLP-1 تأثيرات مضادة للاكتئاب والقلق، بفضل خصائصها المضادة للالتهابات والأكسدة التي تساعد في تقليل الالتهاب العصبي."
وأضافت أن هذه النتائج مهمة بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية شديدة، حيث يعانون من السمنة بمعدل أعلى من باقي السكان.
ورحب خبراء الصحة النفسية بهذه النتائج. الدكتور إد بيفريدج، رئيس الصحة البدنية في الكلية الملكية للأطباء النفسيين، أكد أن العديد من الأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية يواجهون صعوبة في إدارة الوزن، داعيًا إلى إعطائهم أولوية للوصول إلى أدوية مثل سيماغلوتايد مع متابعة طبية مناسبة.
من جانبها، أشارت راشيل هاستينغز-كابلان، مديرة سياسة الأبحاث السريرية في منظمة Rethink Mental Illness، إلى أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية شديدة غالبًا ما يتعرضون لمشاكل صحية جسدية ويعيشون مدة أقل من بقية السكان. وأكدت على ضرورة التركيز على إيجاد علاجات تحسن الصحة النفسية دون آثار جانبية ضارة.
وتدعو الدراسة إلى استخدام حقن فقدان الوزن فقط بوصفة طبية، مع ضرورة مراعاة الأشخاص المعرضين لاضطرابات الأكل. بينما تعد هذه الحقن خيارًا واعدًا في علاج السمنة وتحسين الصحة النفسية، فإن الخبراء يشددون على أهمية الاستثمار في حلول علاجية طويلة الأمد وآمنة للأمراض النفسية.