عرب لندن
كشفت جمعية الربو والرئة في المملكة المتحدة عن وجود تفاوتات صحية "صادمة" في حالات الإصابة بالربو، تؤثر بشكل خاص على الأقليات العرقية وسكان المناطق الأكثر حرمانًا في إنجلترا، مما يُنذر بأزمة صحية حقيقية في بعض المجتمعات.
ووفقًا لتحليل أجرته الجمعية استنادًا إلى بيانات هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، ذكرت صحيفة "الغارديان" The Guardian أن مرضى الربو من ذوي الأصول الآسيوية في المناطق الأكثر حرمانًا يُواجهون خطر دخول المستشفى في حالات الطوارئ بمعدل يزيد ثلاث مرات مقارنةً بنظرائهم من البيض، بينما تبلغ هذه النسبة أكثر من الضعف لدى المرضى السود.
ووجد التحليل أن مرضى مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و54 عامًا في المناطق نفسها، أكثر عرضة لتلقي رعاية طارئة بتسعة أضعاف مقارنةً بنظرائهم في المناطق الأقل حرمانًا.
وذكرت الجمعية أن واحدًا من كل خمسة أشخاص في المملكة المتحدة يُصاب بأمراض الرئة خلال حياته، فيما يُؤثر الربو على واحد من كل تسعة بالغين وواحد من كل ثمانية أطفال.
ووفقًا لاستطلاع أجرته الجمعية شمل أكثر من 9,000 شخص مصاب بأمراض رئوية في إنجلترا، أفاد أكثر من ثلث المشاركين الذين يعانون من ظروف مادية صعبة بأنهم اضطروا للجوء إلى رعاية طارئة خلال العام الماضي، بينما صرح نحو 17% منهم بأنهم يواجهون صعوبة في تدفئة منازلهم، وتصل النسبة إلى 28.2% بين المستأجرين.
وصرّحت سارة سليت، الرئيسة التنفيذية للجمعية، بأن الأرقام تُسلّط الضوء على "تفاوتات صحية صادمة في مجتمعنا"، مشيرةً إلى أن المملكة المتحدة تسجل أعلى معدل وفيات بسبب أمراض الرئة في أوروبا، وهو مرتبط بعدم المساواة أكثر من أي مرض آخر.
وأوضحت أن "الحرمان الاجتماعي، وسوء السكن، وانتشار الرطوبة والعفن، وتلوث الهواء، كلها عوامل تساهم في الإصابة بأمراض رئوية مزمنة وتفاقمها"، مضيفةً أن "أفراد الأقليات العرقية وسكان المناطق المحرومة هم الأكثر عرضة لهذه الظروف الصحية الخطرة".
وأكدت سليت أن خطة هيئة الخدمات الصحية الوطنية العشرية تمثل "فرصة لا تُعوّض" لتعزيز الصحة التنفسية في البلاد، داعية إلى تسريع التشخيص، وتحسين الوصول للعلاج، وتوسيع برامج الإقلاع عن التدخين، ومعالجة التلوث وسوء السكن.
من جانبه، وصف الدكتور هوغو فارن، استشاري أمراض الجهاز التنفسي في كلية إمبريال والمتخصص في الربو، الأرقام بأنها "مقلقة للغاية"، مؤكداً أنها تعكس واقعًا صحيًا غير عادل لا ينبغي أن يكون موجودًا في بريطانيا الحديثة.
وأشار إلى أن "العوامل المؤثرة تشمل ارتفاع معدلات التدخين، وتلوث الهواء، ورداءة جودة الهواء داخل المنازل، وانخفاض الوعي الصحي، وصعوبات في الوصول إلى الأطباء وخدمات الوقاية، خاصة في ظل وجود حواجز لغوية وثقافية"، مشددًا على أن هذه المشكلات يمكن الوقاية منها إلى حد كبير.
واختتم فارن بالقول: "الأرقام تُثبت أن الرعاية الصحية لا تصل إلى أولئك الذين هم في أمسّ الحاجة إليها. يجب اتخاذ إجراءات فورية تشمل تحسين الرعاية الصحية للمجتمعات المحرومة، وتنفيذ تدخلات للصحة العامة تعالج الظروف المعيشية والاجتماعية المرتبطة بالصحة".
من جهته، قال متحدث باسم هيئة الخدمات الصحية الوطنية إن الهيئة تعمل على "قياس وتحسين النتائج الصحية لمرضى الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن في المجتمعات الأكثر حرمانًا، في إطار جهودها الشاملة لمعالجة التفاوتات الصحية في جميع أنحاء البلاد".