عرب لندن 


طور فريق بحثي بريطاني اختبارًا جينيًا جديدًا يمكنه تشخيص أنواع أورام الدماغ خلال ساعات بدلاً من أسابيع، مما يعد خطوة كبيرة نحو تحسين رعاية المرضى وتسريع علاجهم.

وحسب ما ذكرته شبكة بي بي سي "BBC" تعتبر هذه التقنية، التي طوّرتها جامعة نوتنغهام بالتعاون مع مستشفى جامعة نوتنغهام، طفرة في مجال الجراحة العصبية. يستخدم الاختبار برنامجًا خاصًا يُدعى "ROBIN" يعتمد على تسلسل الحمض النووي بتقنية النانو بُور، مما يسمح بتحليل دقيق وسريع لعينات الورم أثناء العملية الجراحية نفسها.

ووفقًا لدراسة نُشرت مؤخرًا، تم تطبيق هذا الاختبار في 50 عملية جراحية بمستشفى جامعة نوتنغهام، وحقق نجاحًا كاملاً في تحديد نوع الورم بدقة.

ويُعتبر تشخيص نوع الورم بدقة أمرًا حيويًا لاختيار العلاج المناسب، إذ يوجد أكثر من 100 نوع مختلف من أورام الدماغ. الطريقة التقليدية تتطلب إرسال العينات إلى المختبر، حيث قد يستغرق التشخيص حتى ثمانية أسابيع، مما يؤخر بدء العلاج وقد يضطر المرضى لإجراء عمليات إضافية.

يقول الدكتور ستيوارت سميث، استشاري جراحة الأعصاب: "الاختبار الجديد يتيح لنا معرفة نوع الورم في 90 دقيقة فقط، خلال الجراحة نفسها، ما يمكننا من إزالة الورم بشكل أفضل والبدء في خطة علاج أسرع".

ويضيف أن هذا التقدم يقلل من القلق النفسي للمرضى بسبب سرعة النتائج، ويسمح بالبدء السريع في العلاج الكيميائي أو الإشعاعي عند الحاجة.

كما أكد البروفسور مات لوس، مطور التقنية، أن السرعة مهمة جدًا لأن معظم أورام الدماغ عدوانية، والانتظار الطويل قد يؤثر على فرص العلاج.

تجارب المرضى توضح أهمية الاختبار؛ إذ تقول جيمّا، والدة الطفلة نانسي التي خضعت لعمليتين جراحيتين وعلاج كيميائي: "انتظار التشخيص كان صعبًا جدًا، ولو كان أسرع لكانت عملياتها أقل".

وكذلك يعبر تشارلز تريج، مريض بورم غليوبلاستوما، عن أهمية التشخيص السريع، مؤكدًا أن اليقين بالمعلومات يساعده على التخطيط للمراحل القادمة من العلاج.

وتُعد أورام الدماغ السبب الرئيسي للوفيات بسبب السرطان لدى الأطفال والبالغين تحت سن الأربعين، بحسب جمعية "ذا برين تومور تشاريتي"، التي رحبت بالتقنية الجديدة.

وقال الدكتور سيمون نيومان، كبير العلماء في الجمعية: "توفير تشخيص دقيق خلال ساعات من الجراحة سيُحدث نقلة نوعية في رعاية المرضى ويمنحهم فرصًا أفضل للعلاج السريع".

ويبدأ اعتماد هذا الاختبار في مستشفيات أخرى بالمملكة المتحدة، منها مستشفى الملكة إليزابيث في برمنغهام، ومستشفى غريت أورموند ستريت للأطفال، ومستشفى كينغز كوليدج في لندن.


 


 

التالي تقرير: زيادة وفيات الشباب جراء المخدرات والعنف والانتحار تحوّل بريطانيا إلى دولة ضعيفة