حزب العمّال يرفض تعديلًا يفرض تركيب "الطوب المجوف" في المنازل الجديدة لحماية الطيور المهددة
عرب لندن
رفض حزب العمّال، خلال مداولات اللجنة المختصة بمشروع قانون التخطيط، تعديلًا يُلزم المطورين العقاريين بتضمين كل منزل جديد بوحدة من الطوب المُفرَّغ تُستخدم كغطاء لحماية الطيور المهددة التي تعشش داخل الجدران، مثل السمام والسنونو الدوري والزرزور والعصفور المنزلي.
وقدّم النائب العمالي باري غاردينر التعديل الذي يطلب من كل مقاول تركيب طوبة مجوفة بكلفة 35 جنيهًا إسترلينيًا للطيور، غير أن اللجنة ذات الأغلبية العمالية صوّتت برفض المقترح.
وناقض حزب العمّال موقفه السابق الداعم لهذا التعديل حين طُرح ضمن تشريع لحكومة المحافظين في عام 2023، حيث أعلن وزير الإسكان ماثيو بينيكوك أمام اللجنة في مجلس العموم أن الحكومة "غير مقتنعة بأن التشريع لفرض ميزات محددة للحياة البرية هو النهج الصحيح، سواء من خلال لوائح البناء أو عبر نص قانوني مستقل"، بحسب ما نقلته "الغارديان".
وانطلقت مؤخرًا عريضة جديدة تُطالب بجعل الطوب المفرغ إلزاميًا في المنازل الحديثة، وجمعت أكثر من 80 ألف توقيع خلال أيام، بعد مرور عامين على فوز الناشطة هانا بورن تايلور بنقاش برلماني حول الطوب نفسه، وذلك عقب توقيع أكثر من 109 آلاف شخص على التماس حكومي سابق.
وانتقدت بورن تايلور موقف الحكومة، مؤكدة أن رفضها للطوب المجوف "يفتقر إلى المنطق"، خاصة وأنه يحقق "مكاسب مزدوجة" للاقتصاد والبيئة.
وأضافت: "سوف يتم استخدام ملايين قطع الطوب، فما المشكلة في أن تكون إحداها مجوفة؟ من السخيف استبعاد الإجراء الوحيد الذي يشكل فوزًا مزدوجًا حقيقيًا، في تشريع يزعم تحقيق توازن بين البيئة والمساكن الجديدة".
واتهمت بورن تايلور الحكومة بـ"فقدان البوصلة الشعبية"، وأكدت أن تجاهل هذا الإجراء البسيط "يُغذي شعورًا بالخيانة وعدم الثقة بين الناخبين".
وكشفت دراسة حديثة لجامعة شيفيلد أن 75% من صناديق الطيور والخفافيش التي تُطلب كشرط للحصول على تصاريح البناء لم تُنفذ فعليًا عند اكتمال المشاريع السكنية، رغم تبني بعض شركات البناء للطوب المجوف بشكل طوعي.
وأبدى الوزير بينيكوك استعداده للقاء النواب لمناقشة طرق تشجيع الصناعة على استخدام الطوب المجوف، مؤكدًا في الوقت ذاته أن موقفه الرافض لم يكن دقيقًا كما صُوّر في تقرير صحفي، واصفًا ما ورد في صحيفة الغارديان بأنه "تحوير".
وأدلى الوزير مؤخرًا بتصريحات ساخرة أثناء دفاعه عن تعديل مقترح في مشروع القانون يمس قانون حماية فصيلة الغرير، قائلاً: "أود أن أوضح، للمقال الذي ستنشره الغارديان على الأرجح غدًا، أنني لا أكن عداءً خاصًا للغرير، بأي شكل من الأشكال".
وعبّرت بورن تايلور عن أملها بأن يتبنى مجلس اللوردات التعديل المتعلق بالطوب المجوف، وفي حال فشل ذلك، تعهدت بالعودة لحشد الدعم الشعبي مرة أخرى، مشيرة إلى أن تصاعد التوقيعات على العريضة الجديدة "يعكس بوضوح قلق الرأي العام"، مضيفة: "الحكومة لا تُصغي للجمهور ولا للخبراء".