اعتقال بريطاني في بلغراد بتهمة التخابر مع الصين وتهريب تكنولوجيا عسكرية أمريكية
عرب لندن
اعتقلت السلطات الصربية المواطن البريطاني جون ميلر، البالغ من العمر 63 عامًا، في بلغراد بتاريخ 24 أبريل، ضمن عملية أمنية دولية قادها مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI).
واتهم الادعاء العام الأمريكي ميلر بالتعاون مع المواطن الصيني كوي غوانغهاي، المقيم في الولايات المتحدة ويبلغ من العمر 43 عامًا، لمحاولة تهريب أنظمة أسلحة متقدمة ومعدات أمريكية سرية إلى الحكومة الصينية.
وكشفت وثائق المحكمة في ولاية ويسكونسن أن ميلر أشار إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ بـ"الرئيس" في مكالمات جرت تحت المراقبة، ما اعتبره المحققون دليلًا على أنه كان يعمل بتوجيه مباشر من بكين، حسب ما نقلته صحيفة "ميل أون صنداي".
واتُهم ميلر بالتفاوض لتهريب معدات حساسة تشمل منصات إطلاق صواريخ، وأنظمة رادار، وطائرات دون طيار، وأجهزة اتصالات مؤمّنة، بالتعاون مع شريكه كوي.
وفي إحدى المكالمات، ناقش ميلر إخفاء جهاز أمريكي سري داخل خلاط طعام لإرساله بالبريد السريع إلى هونغ كونغ، بحسب لائحة الاتهام.
وبيّنت التحقيقات أن ميلر كان يظن أنه يتعامل مع تجار أسلحة، لكنه في الواقع كان يتحدث مع عملاء سريين تابعين لمكتب التحقيقات الفيدرالي.
وزُعم أنه أبلغهم أن السلطات الصينية مستعدة لدفع ما يصل إلى ثلاثة أضعاف القيمة الأصلية للمعدات، بهدف إعادة تصنيعها وفهم تكنولوجيتها العسكرية.
وكشفت التحقيقات كذلك عن حملة ترهيب مزعومة استهدفت فنانًا أمريكيًا من أصل صيني معروف بانتقاده للرئيس شي.
وادعى الادعاء أن ميلر وشريكه كوي استأجرا محققًا خاصًا لتثبيت جهاز تتبع على سيارة الفنان، كما حاولا منعه من الاحتجاج خلال زيارة شي جين بينغ إلى سان فرانسيسكو في أواخر عام 2023.
وفي مرحلة لاحقة، أصدر ميلر تعليمات لما يُعتقد أنهم "عملاء"، وكانوا في الحقيقة عملاء (FBI)، بثقب إطارات سيارة الفنان، لكنهم قاموا فقط بتفريغ الإطارات وأرسلوا صورًا للإيهام بتنفيذ المخطط.
وتضمنت الاتهامات الأخرى تنظيم احتجاج مزيف ضد رئيسة تايوان، حيث قام ممثلون بحمل لافتات تحمل رسائل مناهضة للتدخل الأمريكي، بناءً على تعليمات من ميلر.
ووُجهت للمشتبه بهما أيضًا تهم بمحاولة شراء عمل فني مثير للجدل للفنان ذاته يُصوّر الرئيس الصيني وزوجته في وضع محرج، في محاولة لمنع عرضه خلال مظاهرات معارضة لبكين.
ووصف نائب المدعي العام الأمريكي، تود بلانش، القضية بأنها "هجوم صارخ" على القيم الديمقراطية الأمريكية، مؤكدًا أن المتهمين سعوا إلى إسكات معارض أمريكي وتهريب تكنولوجيا عسكرية حساسة إلى نظام بكين.
وأفادت وثائق المحكمة أن ميلر عاد من زيارة إلى الصين في يونيو 2023 وهو يفاخر بلقائه مسؤولين كبارًا هناك، واصفًا الزيارة بأنها "كانت ممتازة بكل المقاييس".
وفي المملكة المتحدة، عبّر سكان حيّه في منطقة تونبريدج ويلز بمقاطعة كِنت عن صدمتهم إزاء الاتهامات، واصفينه بأنه "رجل محترم من عائلة هادئة"، وأشاروا إلى أن زوجته تعمل متطوعة في كنيسة محلية، وأن ابنته التحقت بإحدى المدارس العامة المرموقة. وتُظهر سجلات الشركات البريطانية أن ميلر شغل مناصب إدارية في تسع شركات على الأقل، من بينها شركة "TEFL Jobs China Ltd"، التي تم حلّها لاحقًا.
وفي حال إدانته، يواجه كل من ميلر وشريكه كوي عقوبة بالسجن تصل إلى 40 عامًا.