عرب لندن
أعلنت إسرائيل استعدادها لاعتراض سفينة مساعدات يقودها ناشطون، من بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ، أثناء توجهها إلى قطاع غزة، في خطوة أثارت مخاوف من تكرار سيناريوهات المواجهة البحرية السابقة.
وأبحرت السفينة، التي تحمل اسم "مادلين" وتشغلها منظمة تحالف أسطول الحرية (Freedom Flotilla Coalition)، يوم الأحد من ميناء كاتانيا في صقلية الإيطالية، وعلى متنها 12 ناشطًا يسعون لإيصال شحنة رمزية من المساعدات إلى غزة، للتنديد بالحصار وتذكير العالم بالكارثة الإنسانية الجارية.
وفي تعليق أثار الانتباه، قال العميد إيفي إدري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "نحن مستعدون لهذا السيناريو أيضًا. لدينا خبرة في التعامل مع مثل هذه الحالات".
وحسب ما ذكرته صحيفة الإندبندنت "Independent" تأتي هذه التصريحات في ظل استمرار الحصار البحري المفروض على غزة، وبعد نحو شهر من إنهاء إسرائيل إغلاقًا دام 11 أسبوعًا تحت ضغط دولي متزايد. كما أعادت إلى الأذهان حادثة عام 2010، حين قتلت القوات الإسرائيلية تسعة نشطاء على متن سفينة مساعدات، ما أثار حينها تنديدًا عالميًا واسعًا.
حتى مساء الثلاثاء، كانت السفينة قد قطعت نحو 381 ميلاً بحريًا، وفقًا لتقارير الجزيرة.
خلال مؤتمر صحفي قبل الإبحار، قالت ثونبرغ، البالغة من العمر 22 عامًا: "نحن نقوم بهذه المهمة لأن التوقف عن المحاولة يعني فقدان إنسانيتنا"، وأضافت: "مهما كانت هذه الرحلة محفوفة بالمخاطر، فإنها أقل خطرًا من صمت العالم أمام ما يحدث في غزة من إبادة جماعية".
وكانت منظمة "أسطول الحرية" قد تعرضت لهجوم سابق في مايو/أيار، حين استهدفت طائرتان مسيرتان سفينة تابعة لها تُدعى "الضمير" خارج المياه الإقليمية لمالطا، ما أثار القلق من تصاعد استهداف سفن المساعدات في البحر.
في سياق متصل، حذّر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر هذا الأسبوع من أن الوضع في غزة بات "أسوأ من الجحيم"، مع توقف مراكز التوزيع عن العمل ليوم كامل.
كما أعلنت مؤسسة "غزة هيومايتيرين فاونديشن" (GHF)، المدعومة من الولايات المتحدة، تعليق عملياتها مؤقتًا، بعد استشهاد 27 فلسطينيًا على الأقل وإصابة العشرات أثناء محاولتهم الوصول إلى أحد مراكزها.
وتواجه المؤسسة مقاطعة من الأمم المتحدة وعدد من منظمات الإغاثة، بسبب ما يُقال عن ارتباطها بالحكومة الإسرائيلية وانعدام استقلاليتها.
في ظل هذه التطورات، تواصل سفينة "مادلين" رحلتها باتجاه غزة، في مهمة رمزية لكنها محفوفة بالمخاطر، في وقت تتزايد فيه الدعوات لفتح ممرات إنسانية آمنة ومستقلة بعيدًا عن الاعتبارات السياسية والعسكرية.