عرب لندن

أعلن ضياء يوسف استقالته من رئاسة حزب الإصلاح في المملكة المتحدة، في خطوة مفاجئة جاءت عقب ساعات من انتقاده العلني لدعوة بعض نواب الحزب إلى حظر النقاب، ما أثار جدلًا واسعًا داخل صفوف الحزب.

ووقعت الاستقالة في وقت حساس بالنسبة للحزب، إذ يخوض انتخابات فرعية حاسمة في دائرة هاميلتون ولاركهول وستونهاوس الاسكتلندية، وسط طموحات بتحقيق تقدم كبير على حساب حزب العمال.

وغرّد يوسف عبر منصة X قائلاً: "قبل أحد عشر شهرًا، أصبحت رئيسًا لحزب الإصلاح. عملت متطوعًا بدوام كامل، رفعت دعم الحزب من 14% إلى 30%، وضاعفت عدد الأعضاء أربع مرات، وحققنا نتائج انتخابية تاريخية... لم أعد أرى أن العمل من أجل انتخاب حكومة إصلاحية هو استثمار جيد لوقتي، ولذلك أقدّم استقالتي".

وكتب نايجل فاراج، زعيم الحزب، تعليقًا على استقالة يوسف: "أشعر بأسف شديد لرحيله. لقد لعب دورًا كبيرًا في نجاحنا خلال انتخابات مايو. السياسة قد تكون شديدة الضغط، ومن الواضح أن ضياء بلغ حده. إنها خسارة لنا وللحياة العامة".

وكان الجدل قد تصاعد داخل الحزب بعد أن طالبت النائبة سارة بوتشين، المنتخبة حديثًا عن دائرة رونكورن وهيلزبي، رئيس الوزراء كير ستارمر خلال جلسة الأسئلة البرلمانية بدعم حظر النقاب، على غرار سياسات بعض الدول الأوروبية. وأيد النائب عن الحزب لي أندرسون تلك الدعوة.

إلا أن يوسف رفض هذا التوجه، وكتب على منصة X: "أعتقد أنه من الغباء أن يطلب حزب من رئيس الوزراء تنفيذ سياسة لا يطبقها الحزب نفسه. لم أكن على علم بالسؤال ولا أرتبط به بأي شكل. أنا مشغول بأمور أخرى".

وتسببت تلك التصريحات في تصدع داخل القيادة، رغم إشادة نائب الزعيم ريتشارد تايس بيوسف، معتبرًا استقالته "خسارة كبيرة".
 

ويعكس هذا الانقسام صراعات أعمق داخل الحزب، حيث سبق أن شهد انشقاقات بارزة. ففي وقت سابق، غادر روبرت لو الحزب في ظل نزاع قانوني واتهامات متبادلة، ليصبح من أبرز منتقدي فاراج علنًا. كما استقال بن حبيب، نائب الزعيم السابق، بعد عودة فاراج لقيادة الحزب.

ويُعتقد أن توترًا داخليًا بشأن الصلاحيات التنفيذية ساهم أيضًا في قرار يوسف. ووفقًا لصحيفة “ التلغراف” Telegraph، فقد أُبلغ يوسف مؤخرًا بخسارته بعض سلطاته، عقب تعيين آرون لوبو، المنتج السابق لفاراج في قناة "جي بي نيوز"، مسؤولًا أعلى عن العمليات.

يُشار إلى أن يوسف، وهو رجل أعمال، تولى رئاسة الحزب في عام 2024 بعد عودة فاراج للمشهد السياسي استعدادًا للانتخابات العامة المقررة في يوليو. وخلال ولايته، تولى قيادة استراتيجية الحزب في الحكم المحلي بعد النجاحات التي حققها في الانتخابات البلدية الأخيرة، كما ظهر في حملات ميدانية بارزة، منها زيارته الأخيرة إلى مجلس مقاطعة كينت ضمن وحدة "دوج" المعنية بخفض الإنفاق.

وتأتي استقالة يوسف لتسلط الضوء مجددًا على التوترات داخل حزب الإصلاح، الذي يُتهم من قبل خصومه بتكرار أنماط الانقسام التي شابت أحزابًا سابقة قادها فاراج، كحزب استقلال المملكة المتحدة وحزب بريكست.

السابق بادينوك تطلق مراجعة لاحتمال انسحاب بريطانيا من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان
التالي رئيس حزب الإصلاح في بريطانيا يصف دعوة برلمانية لحظر النقاب بـ"الغباء"