عرب لندن 
 

اتهم السفير الروسي في لندن، أندريه كيلين، بريطانيا بالمشاركة في الهجوم الأوكراني الواسع على خمس قواعد جوية داخل الأراضي الروسية، والذي أدى إلى تدمير عشرات الطائرات الحربية، واصفًا العملية بأنها تصعيد خطير "قد يجرّ العالم إلى حرب عالمية ثالثة".

وفي مقابلة مع قناة Sky News، قال كيلين إن العملية – التي حملت اسم "شبكة العنكبوت" (Spiderweb) – لم تكن لتُنفذ دون دعم تقني واستخباراتي من دول تملك قدرات متقدمة في جمع وتحليل البيانات الجغرافية، مثل بريطانيا. وأضاف: "هذا النوع من الهجمات يتطلب بيانات جيو-فضائية لا تملكها سوى لندن وواشنطن. نحن نعرف تمامًا حجم تورط البريطانيين في أوكرانيا".

وزعم كيلين أن الولايات المتحدة نفت ضلوعها عبر تصريحات للرئيس دونالد ترامب، في حين لم تصدر بريطانيا أي نفي رسمي. وقال: "لم يتم نفي ذلك من قبل لندن، ونحن نعلم مدى عمق مشاركة القوات البريطانية".

واستخدم الهجوم، الذي وصفه مراقبون بأنه الأجرأ منذ بدء الحرب،  فيه نحو 100 طائرة مسيّرة رخيصة، جرى تهريب أجزائها إلى داخل روسيا خلال أشهر، ثم جُمعت قرب القواعد، وأُخفيت داخل شاحنات. 

وبعد انسحاب المنفذين، فُتحت الشاحنات عن بُعد، لتنطلق الطائرات المسيّرة، وتضرب أهدافها دون مقاومة، ما أسفر عن تدمير طائرات روسية تقدر قيمتها بعشرات الملايين من الدولارات.

ورغم تشكيك بعض الجهات في الرقم المعلن من الجانب الأوكراني، والذي بلغ 40 طائرة مدمّرة، فإن العملية وُصفت بأنها ضربة كبيرة لقدرات روسيا الجوية، وقد تحدّ من غاراتها فوق أوكرانيا، مما ينقذ أرواح مدنيين.

ردّ الكرملين جاء غاضبًا، حيث تعهّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرد، وناقش العملية في مكالمتين مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والبابا ليو، معتبرًا أن التكتيكات الأوكرانية تجاوزت الخطوط الحمراء.

من جهتها، رفضت الحكومة البريطانية التعليق على الاتهامات، وقال متحدث باسم رئيس الوزراء: "نحن لا نعلّق على العمليات العسكرية، سواء داخل البلاد أو خارجها".

وهذه ليست المرة الأولى التي يُلوّح فيها كيلين بتحذيرات ضد لندن؛ فقد سبق أن أصدر تهديدات مماثلة في أعقاب الدعم البريطاني لأوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي في فبراير 2022.

ورغم التصعيد الروسي، أعلنت بريطانيا هذا الأسبوع عن توسيع دعمها العسكري لكييف، حيث كشف وزير الدفاع جون هيلي عن خطة لرفع عدد الطائرات المسيّرة المُرسلة إلى أوكرانيا من 10 آلاف في 2024 إلى 100 ألف في 2025، إلى جانب تعزيز برامج تدريب الجنود الأوكرانيين.

في المقابل، عبّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تشاؤمه بشأن فرص التوصل إلى اتفاق سلام، قائلًا إنه لا يعتقد أن موسكو وكييف ستتوصلان إلى تفاهم، وهو تصريح يتعارض مع وعوده السابقة بإنهاء الحرب "خلال يوم واحد".

ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الهجوم بأنه "لحظة تاريخية"، في حين نُشرت لقطات مصورة للطائرات المسيّرة وهي تحلق بحرية فوق القواعد الروسية، ما شكّل إحراجًا كبيرًا للكرملين وكشف هشاشة دفاعاته.

 

السابق بادينوك تدعو لحظر النقاب في العمل وتؤكد دعمها للانسحاب من اتفاقية حقوق الإنسان
التالي موجز أخبار بريطانيا من منصة عرب لندن: الأحد: 8 يونيو / حزيران 2025