عرب لندن
تعرضت شركة هارودز البريطانية لتهديد إلكتروني جديد، لتصبح بذلك أحدث هدف ضمن سلسلة هجمات استهدفت عددًا من أكبر شركات التجزئة في المملكة المتحدة خلال الأسبوعين الماضيين، بعد هجمات مماثلة على متاجر ماركس وسبنسر ومتجر كو-أوب.
وبحسب ما ورد في موقع "التلغراف" Telegraph، أعلنت هارودز يوم الخميس عن محاولة هجوم إلكتروني استهدفت أنظمتها، مما أثر على قدرة بعض العملاء على دفع ثمن مشترياتهم. وأكدت الشركة في بيان لها أنها اتخذت إجراءات فورية لضمان أمان أنظمتها، حيث صرح متحدث باسمها قائلاً: “لقد تعرضنا مؤخرًا لمحاولات وصول غير مصرح بها إلى بعض أنظمتنا، وقد اتخذنا خطوات استباقية لحماية هذه الأنظمة.”
وأشارت الشركة إلى أنها قيدت الوصول إلى الإنترنت في مواقعها التجارية بشكل مؤقت، لكنها أكدت أن جميع متاجرها، بما في ذلك الموجودة في المطارات، تظل مفتوحة أمام العملاء. كما استمرت عمليات التسوق عبر موقعها الإلكتروني دون تغيير. وأوضح المتحدث: “لا نطلب من عملائنا اتخاذ أي إجراءات إضافية في الوقت الحالي، وسنواصل تقديم التحديثات اللازمة.”
وتأتي هذه الهجمات في وقت حساس، حيث يعاني قطاع تجزئة في المملكة المتحدة من موجة متزايدة من الهجمات الإلكترونية. وكان المركز الوطني للأمن الإلكتروني قد حذر الشركات الكبرى من ضرورة تحديث أنظمتها الأمنية في ضوء هذه التهديدات المتزايدة.
وكانت شركة ماركس وسبنسر قد تعرضت لهجوم ببرنامج فدية إلكتروني قبل نحو أسبوعين، مما دفعها للإسراع في إعادة بناء أنظمتها التكنولوجية. في الوقت نفسه، اضطرت شركة التعاونيات إلى إيقاف بعض أنظمتها بعد محاولة اختراق ثانية تعرضت لها.
وبينما تتخذ بعض الشركات مثل أسدا خطوات استباقية لتحديث أنظمتها لحمايتها من هذه الهجمات، يعاني قطاع التجزئة البريطاني من تهديدات أمنية متزايدة.
وتزيد هذه الهجمات الإلكترونية من الضغوط على هارودز، التي لا تزال تعاني من تبعات فضيحة ضربت سمعتها العام الماضي. ففي سبتمبر 2023، تم الكشف عن اتهامات استغلال موظفيها من قبل مالكها السابق، محمد الفايد، الذي توفي في نفس العام. ووفقًا للمحامين، تواصلت أكثر من 400 امرأة مع مجموعة "العدالة لضحايا هارودز" بشأن الاعتداءات التي تعرضن لها من قبل الفايد.
وفي ضوء هذه القضية، قامت هارودز بتسوية بعض الدعاوى وأعلنت عن إطلاق حزمة تعويضات للنساء اللواتي تعرضن للإساءة. وأكدت الشركة أنها لا تزال في مرحلة التشاور بشأن التفاصيل النهائية لهذه الخطة.
يُذكر أن هارودز قد تم بيعها للعائلة المالكة القطرية مقابل 1.5 مليار جنيه إسترليني في عام 2010.