عرب لندن
أُعيد فتح خطوط مترو أنفاق لندن صباح الثلاثاء، بعد أن تسبب حريق في محطة كهرباء فرعية شمال غرب العاصمة في تعطيل واسع النطاق لحركة المترو يوم الاثنين.
ووفقاً لموقع "الغارديان" The Guardian توقفت تمامًا خدمات خمس من خطوط المترو الرئيسية، وهي إليزابيث، وبيكرلو، وجوبيلي، ونورثرن، وبيكاديللي – إلى جانب خط "سوفراجيت" التابع لشبكة "أوفرغراوند"، مما أدى إلى شلل في شبكة النقل وتأثر آلاف الركاب خلال ساعة الذروة.
ووفقًا لهيئة النقل في لندن (TfL)، اندلع الحريق في كابلات كهربائية عالية الجهد بمنطقة مايدا فالي حوالي الساعة الثانية ظهرًا، ما أدى إلى انقطاع مفاجئ في التيار الكهربائي، تسببت أنظمة الأمان إثره في توقف الخدمة على عدة خطوط رغم أن الانقطاع لم يدم سوى ثوانٍ، بحسب شركة الشبكة الوطنية للطاقة.
وقالت كلير مان، المديرة التنفيذية للعمليات في TfL: "عادت جميع الخدمات التي تأثرت بانقطاع الكهرباء إلى طبيعتها صباح اليوم. نعتذر عن الإرباك الذي تعرض له ركابنا يوم أمس".
في حين أفادت الشبكة الوطنية للطاقة بأن "الجهد المنخفض المؤقت" ربما أثّر لفترة وجيزة على شبكة التوزيع المحلية، مؤكدة أن العطل تم احتواؤه خلال ثوانٍ، لكنها أعربت عن أسفها لما نتج عن ذلك من اضطرابات.
ورغم استئناف العمل في معظم الشبكة صباح الثلاثاء، استمرت تأخيرات طفيفة في خطي متروبوليتان وديستريكت، إضافة إلى توقف جزئي في خط ميلدماي ضمن شبكة "أوفرغراوند"، غير أن TfL أوضحت أن هذه التأخيرات لا ترتبط بحادث يوم الاثنين.
ويُذكر أن محطة الكهرباء الفرعية التي اندلع فيها الحريق، الواقعة في شارع أبردين، كانت قد شهدت حريقًا مشابهًا قبل أسبوعين فقط، مما أثار تساؤلات بشأن سلامة البنية التحتية وموثوقية الإمداد الكهربائي.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع لإجلاء الركاب من محطات مختلفة في العاصمة البريطانية، فيما أُبلغ عن فوضى إضافية في محطة "مانشن هاوس" عندما صعد شخص إلى مسارات قطاري سيركل وديستريكت، ما أدى إلى توقف مؤقت في خدمات الخطين.
وفي تعليق سياسي على الحادث، قال نيل غارات، زعيم حزب المحافظين في جمعية لندن: "هذه الانقطاعات أصبحت متكررة بشكل مقلق. يحتاج سكان لندن إلى الثقة في قدرة النظام الكهربائي على العمل بكفاءة دون تهديد مستمر بالانهيار".
وأعاد غارات التذكير بحوادث انقطاع مشابهة شهدتها مناطق أخرى مثل مطار هيثرو الشهر الماضي، ومدينة إيبيريا في إسبانيا، والتي ارتبطت بأعطال في البنية التحتية أو الاعتماد المتزايد على مصادر الطاقة المتجددة.
من جانبه، صرّح تاكو إنجيلار، نائب رئيس شركة "نيرا" لتحليل بيانات الطاقة، بأن ما حدث في لندن "ربما يكون مجرد عطل تقني بسيط، لكن تداعياته تشير إلى هشاشة النظام".
وفي تفاصيل الحريق، أفادت فرقة إطفاء لندن بأن النيران أتت على نحو ثلاثة أمتار من كابلات الجهد العالي المرتبطة بالمحطة الفرعية، ما أدى إلى تصاعد دخان خفيف في المنطقة. ونُصح السكان القريبون بإغلاق النوافذ والأبواب كإجراء احترازي.
هذا الانقطاع المفاجئ يعيد طرح تساؤلات حول مدى استعداد البنية التحتية في بريطانيا لمواجهة تحديات العصر الرقمي والتحول إلى الطاقة النظيفة، لا سيما في ظل التوجه نحو تحقيق "صافي صفر انبعاثات" بحلول 2050.