دراسة: السمنة قبل سن الثلاثين تزيد خطر الوفاة المبكرة بشكل كبير

عرب لندن 

كشفت دراسة علمية حديثة أن الأشخاص الذين يصابون بالسمنة قبل سن الثلاثين يواجهون خطرًا متزايدًا للوفاة المبكرة مقارنة بمن يكتسبون الوزن الزائد في مراحل لاحقة من حياتهم. 

وحسب ما ذكرته صحيفة التليغراف “Telegraph” أظهر الدراسة، التي شملت أكثر من 620 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 17 و60 عامًا، أن اكتساب الوزن في سن مبكرة يرتبط بزيادة ملحوظة في معدلات الوفيات في وقت لاحق من الحياة.

وبحسب الدراسة، فإن الرجال الذين أصبحوا بدناء قبل سن الثلاثين سجلوا زيادة في خطر الوفاة المبكرة بنسبة 79% مقارنة بالذين اكتسبوا الوزن لاحقًا. أما النساء في الفئة العمرية نفسها، فقد ارتفعت احتمالية وفاتهم بنسبة 84% مقارنة بنظرائهن اللاتي حافظن على وزن صحي. وتبين أن اكتساب الشخص للوزن الزائد بمعدل رطل (حوالي نصف كيلوغرام) سنويًا قبل سن الثلاثين يزيد خطر الوفاة المبكرة بنسبة 24% لدى الرجال و22% لدى النساء.

وقد أظهرت الدراسة أيضًا أن أثر السمنة في سن مبكرة أكثر خطورة مقارنة بزيادة الوزن في مراحل لاحقة من الحياة. ففيما ارتفعت نسبة الخطر بنسبة 52% لدى الأشخاص الذين اكتسبوا الوزن بين سن 30 و45 عامًا، كانت النسبة أقل بكثير لدى من اكتسبوا الوزن في سن متقدمة، حيث وصل الخطر إلى حوالي 25% فقط لأولئك الذين أصبحوا بدناء بين سن 45 و60 عامًا.

علاقة السمنة بالأمراض المزمنة

تشير نتائج الدراسة إلى أن زيادة الوزن المبكرة تزيد من خطر الإصابة بعدد من الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب، والسكري من النوع الثاني، وأنواع متعددة من السرطان. وقد أكد الباحثون أن المخاطر الصحية تزداد بشكل كبير مع الارتفاع المستمر في الوزن على مر السنوات، موضحين أن التعرض الطويل للسمنة يعد من أكثر العوامل التي تؤدي إلى أمراض مميتة.

أهمية النظام الغذائي السليم في مرحلة الشباب

قالت البروفيسورة تانيا ستوكس، الباحثة في جامعة لوند السويدية، إن "حتى الزيادات الطفيفة في الوزن خلال العشرينات يمكن أن تؤدي إلى نتائج صحية خطيرة إذا استمرت على مدار سنوات. تبني أسلوب حياة صحي مبكرًا يمنح فرصة أكبر لحياة أطول". وأضافت الباحثة هويين لي أن معظم الأشخاص يبدأون في اكتساب الوزن الزائد بمجرد مغادرتهم منازلهم، حيث يبدأ الاعتماد على الوجبات السريعة والأطعمة الجاهزة، مما يؤدي إلى زيادة الوزن غير الصحية.

تزايد السمنة بين الشباب

أظهرت البيانات أن نسبة السمنة بين الشباب في الفئة العمرية من 25 إلى 34 عامًا قد تضاعفت منذ عام 1993. فقد أصبح متوسط وزن الرجال في هذه الفئة العمرية الآن يصل إلى 13 ستون و6 أرطال، بينما وصل متوسط وزن النساء إلى 11 ستون و6 أرطال، بزيادة ملحوظة عن الأرقام السابقة.

في تعليقها على نتائج الدراسة، قالت كاثرين جينر، مديرة "تحالف الصحة ضد السمنة": "هذه الدراسة تمثل جرس إنذار جديد. السمنة في سن مبكرة لا تؤدي فقط إلى زيادة الوزن، بل تساهم أيضًا في ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض مزمنة يمكن أن تقصر العمر. من الضروري أن تعمل الحكومات على تحسين البيئة الغذائية من خلال توفير خيارات غذائية صحية سهلة ومتاحة للجميع، بالإضافة إلى زيادة الوعي حول مخاطر السمنة".

دراسات داعمة تؤكد العلاقة بين السمنة والمشاكل الصحية المبكرة

أظهرت دراسة أخرى أجرتها جامعة كوبنهاغن في الدنمارك على 700 طفل منذ الولادة أن الأطفال الذين يعانون من زيادة في محيط الخصر منذ سن مبكرة يكونون أكثر عرضة للإصابة بمشاكل قلبية في وقت لاحق من حياتهم، وهو ما يعزز النتائج التي توصلت إليها الدراسة الرئيسية.