كبار القادة الدينيين يطالبون ستارمر بتلطيف خطابه ضد المهاجرين

عرب لندن

وجه أكثر من 25 من كبار القادة الدينيين في المملكة المتحدة، من الديانات المسيحية والإسلامية واليهودية، رسالة إلى رئيس الوزراء كير ستارمر، يدعون فيها إلى تخفيف حدة خطابه بشأن الهجرة، وذلك بعد خطابه الأخير الذي وصف فيه المهاجرين بـ"جزيرة الغرباء". جاء الخطاب قبيل نشر الكتاب الأبيض الحكومي المرتقب بشأن سياسة الهجرة، والذي قوبل بانتقادات واسعة من منظمات حقوق الإنسان وجماعات المجتمع المدني.

وبحسب ما ذكر موقع “الغارديان” The Guardian، وقّع على الرسالة 14 أسقفًا أنجليكانيًا إلى جانب إمام وحاخام وممثلين عن عدة كنائس، بينهم أساقفة وينشستر ولندن وليستر وليدز، والإمام قاري عاصم، والحاخام جوناثان فيتنبرغ، وممثلون عن الاتحاد المعمداني والكنيسة الميثودية والكنيسة الأسقفية الاسكتلندية. وقد نسقت جمعية HIAS+JCORE الخيرية اليهودية لللاجئين هذه المبادرة، التي تهدف إلى تعزيز خطاب أكثر رحمة تجاه اللاجئين والمهاجرين.

وجّه القادة في رسالتهم انتقادًا حادًا لخطاب ستارمر الذي وصفوه بأنه يكرّس الاستقطاب ويثير المخاوف العامة من دون تقديم رؤية متوازنة، مشيرين إلى أن وصف الهجرة بأنها "غير منضبطة" وما تسببه من أضرار "لانهائية" يعزز مواقف التقسيم والتمييز ضد المهاجرين.

وأكد القادة أن المهاجرين الذين قدموا إلى المملكة المتحدة التزموا بالقوانين، وساهموا في الاقتصاد والمجتمع من خلال العمل ودفع الضرائب. وأضافوا أن تصوير الهجرة كعبء أو تهديد يغذي سياسات التمييز والانقسام المجتمعي.

وطالبوا ستارمر بتبني نهج قائم على التقريب بين المجتمعات والتأكيد على القواسم المشتركة التي تجمع أبناء المملكة المتحدة، رغم تنوعهم الثقافي والديني، مؤكدين أن هذا النهج هو الطريق الوحيد لإصلاح المشاكل النظامية التي يعاني منها نظام اللجوء وبرامج الحماية الإنسانية.

كما شدد القادة على ضرورة تعزيز سياسات عادلة توازن بين احتياجات المجتمع المضيف والفرص الحقيقية للمهاجرين الذين فروا من الحروب والاضطهاد، مؤكدين أن هؤلاء يشكلون جزءًا أساسيًا من نسيج المجتمع البريطاني.

من جهته، قال متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء إن الحكومة تعترف بالمساهمة الكبيرة التي يقدمها المهاجرون للمملكة المتحدة، مشددًا على أن سياسة الهجرة الجديدة تهدف إلى إصلاح النظام المتهالك، وخفض صافي الهجرة، ودعم العمالة البريطانية، وبناء ثقة الجمهور، ضمن رؤية شاملة للاندماج وتعلم اللغة.