عرب لندن
شهدت شواطئ وأنهار وبحيرات المملكة المتحدة مظاهرات واسعة شارك فيها آلاف المحتجين تنديدًا بتفاقم أزمة تسرب مياه الصرف الصحي إلى الموارد المائية، في تحرك شعبي جديد يطالب بإصلاح جذري لقطاع المياه.
وخرج المتظاهرون إلى أكثر من 40 موقعًا مائيًا في مختلف أنحاء البلاد، حاملين ألواح التزلج ولافتات، ضمن فعاليات نظمتها مجموعة "متزلجون ضد الصرف الصحي"، للتعبير عن استيائهم من الإخفاقات المستمرة في معالجة تسرب مياه المجاري، وما يترتب عليها من أخطار صحية وبيئية.
ووفقاً لموقع صحيفة "الإندبندنت" Independent، يأتي هذا التحرك في وقت أظهر فيه استطلاع أجرته شركة "أوبينيوم" أن أقل من واحد من كل خمسة أشخاص يعتقدون أن السباحة في المواقع المائية المحلية ستكون آمنة بحلول عام 2030.
وبيّن الاستطلاع، الذي شمل 2000 مشارك، أن 21% فقط يثقون بقدرة الحكومة على فرض إجراءات فاعلة على شركات المياه للحد من تصريف مياه الصرف الصحي، في ظل تسجيل أكثر من نصف مليون حالة تصريف خلال عام 2024 وحده.
ووفقًا لبيانات وكالة البيئة الصادرة في مارس الماضي، سجلت شركات المياه العام الماضي كميات قياسية من تصريف المياه غير المعالجة إلى الأنهار والبحار في إنجلترا. وتقوم لجنة المياه المستقلة حاليًا بمراجعة الأدلة تمهيدًا لتقديم توصيات للحكومة بشأن إصلاح القطاع.
وقال ستيوارت ديفيز، أحد منظمي احتجاج برايتون: "نبدو وكأننا نعود إلى النقطة نفسها كل عام. مستويات التلوث في مياه الصرف الصحي بلغت حدًا قياسيًا، وخصوصًا على الساحل الجنوبي. لقد تأثرت شخصيًا بذلك، ولم أعد أستطيع السباحة أو ممارسة رياضة ركوب الأمواج". وأضاف: "أشارك كمتطوع في مشروع علاجي يستهدف الشباب من خلال ركوب الأمواج، وقد اضطررنا إلى إلغائه عدة مرات بسبب تلوث المياه. هذا أمر يبعث على الغضب".
وفي خطوة لدعم جهود الضغط الشعبي، تبرعت صحيفة "الإندبندنت" Independent بمبلغ 20 ألف جنيه إسترليني لصالح منظمة "متزلجون ضد الصرف الصحي"، في وقت تشير فيه الإحصاءات إلى أن عدد مواقع السباحة المصنفة على أنها "غير صالحة" قد تضاعف خلال عام واحد.
ومن بين 451 موقع سباحة محمي في إنجلترا، صُنفت 37 منطقة في أدنى فئة تقييم نتيجة احتوائها على مستويات مرتفعة من البكتيريا الخطرة، من بينها "الإشريكية القولونية" و"المكورات المعوية"، والتي ترتبط بشكل مباشر بتسربات مياه الصرف.