عرب لندن 
 

تصاعدت الضغوط داخل حزب العمال البريطاني على رئيس الوزراء كير ستارمر، بعد دعوات من نواب بارزين لفرض عقوبات على إسرائيل وإلغاء الاتفاقيات التجارية معها، في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، الذي دخل أسبوعه العاشر، وأسفر عن سقوط مئات الضحايا، بينهم أطفال ونساء.

وحسب ما ذكرته صحيفة ميرور "Mirror" حذرت النائبة روزينا ألين-خان، الطبيبة السابقة التي عملت في المنطقة، من أن بريطانيا تتحمل مسؤولية أخلاقية تجاه الأزمة، مطالبة الحكومة بفرض عقوبات صارمة وإعادة النظر في العلاقات التجارية مع إسرائيل. 

وأكدت في مقابلة مع برنامج "صنداي" على BBC أن "الغذاء يُستخدم كسلاح حرب، وهناك أكثر من مليون شخص يواجهون خطر المجاعة، وقد قتل العديد من الأطفال بسبب منع الغذاء عنهم، وإذا لم نتحرك بسرعة، ستكون الكارثة على عاتقنا".

من جانبها، أكدت إميلي ثورنبري، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم، أن الحكومة البريطانية تمتلك وسائل ضغط كثيرة لإنهاء الأزمة، قائلة: "يجب أن نوقف بيع الأسلحة والتجارة مع إسرائيل، وعلينا الضغط على البيت الأبيض لدفع الولايات المتحدة للتحرك، لأن الأمريكيين يرون بوضوح ما يحدث في غزة".

وجاءت هذه التصريحات في ظل موجة جديدة من الغارات الإسرائيلية على غزة، ضمن عملية عسكرية أطلقت عليها إسرائيل اسم "مركبات جدعون"، والتي تُعتبر الأعنف منذ أسابيع، وأسفرت عن مقتل أكثر من 100 مدني، بينهم 25 طفلاً على الأقل.

وقتلت الغارات في خان يونس جنوب القطاع، 48 شخصًا، من بينهم 18 طفلاً و13 امرأة، فيما استهدف القصف منازل وخيامًا للنازحين. وفي شمال غزة، قُتل تسعة أفراد من عائلة واحدة، وعشرة آخرون من عائلة أخرى في مخيم جباليا، بينهم سبعة أطفال وامرأة.

وتواصل إسرائيل منع دخول المساعدات إلى القطاع، مشترطة الإفراج عن الأسرى الذين تحتجزهم حركة حماس منذ السابع من أكتوبر 2023.

ووصف منسق الإغاثة الطارئة للأمم المتحدة، توم فليتشر، الوضع الطبي في غزة بأنه مأساوي، مشيرًا إلى أن "الموت بهذا الحجم له صوت ورائحة لا تُنسى"، مستشهدًا بوصف أحد العاملين في المستشفى الذين قالوا: "الأطفال يصرخون ونحن ننزع القماش المحترق عن جلودهم".

مع تصاعد الأزمة، تتزايد الدعوات للحكومة البريطانية لاتخاذ إجراءات عملية حاسمة لإنهاء الحصار وتخفيف معاناة المدنيين في غزة، قبل أن تتحول المأساة الإنسانية إلى كارثة لا يمكن تداركها.


 


 

السابق تأخر علاج صمام القلب يودي بحياة 400 شخص سنويًا في بريطانيا
التالي في الذكرى الـ77 للنكبة... ندوة حوارية في لندن بعنوان "فلسطين: من النكبة إلى الإبادة"