رفضت بريطانيا وفرنسا بشكل قاطع اتهامات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي وجهها إلى رئيس حزب العمال كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنهما "يقفان على الجانب الخاطئ من الإنسانية"، وذلك عقب مقتل دبلوماسيين إسرائيليين في العاصمة الأمريكية واشنطن.
وهاجم نتنياهو ستارمر وماكرون متهماً إياهما بـ"تشجيع حماس"، بعد يوم من مقتل الدبلوماسيين الشابين يارون ليشينسكي وسارة ميلغريم، اللذين كانا يستعدان للخطوبة، على يد المسلح إلياس رودريغيز (31 عاماً) الذي هتف "فلسطين حرة" بعد إطلاق النار، قبل أن تعتقله الشرطة الأمريكية وتوجه إليه تهماً قد تقوده إلى الإعدام.
وأدان نتنياهو بياناً مشتركاً صدر مؤخراً عن ستارمر وماكرون، ورئيس بنك كندا السابق مارك كارني، انتقدوا فيه العمليات الإسرائيلية في غزة واعتبروها "انتهاكات صارخة للقانون الدولي الإنساني"، وحذروا من تفاقم المعاناة الإنسانية.
ورفض وزير القوات المسلحة البريطاني لوك بولارد هذه الاتهامات، وقال في مقابلة إذاعية: "لا أوافق على هذه التصريحات. نحن ندين بأشد العبارات مقتل الدبلوماسيين الإسرائيليين، لكننا نؤمن بأن طريق السلام يمر عبر وقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن وإدخال كميات كبيرة من المساعدات إلى غزة لتلبية الحاجات الأساسية للفلسطينيين".
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو التزام بلاده الثابت بأمن إسرائيل، وشدد على تصميمها في مكافحة معاداة السامية، واعتبر أن اتهام داعمي حل الدولتين بتأييد حماس أو معاداة السامية "ادعاء عبثي وافترائي".
وشكر مكتب نتنياهو الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على "جهوده في مواجهة مظاهر معاداة السامية" في الولايات المتحدة، وذلك بعد أن أوقفت بريطانيا محادثات تجارية مع إسرائيل واستدعت سفيرها وفرضت عقوبات جديدة على مستوطنين في الضفة الغربية.
واتهم نتنياهو في تصريحات لاذعة القادة الغربيين الثلاثة بأنهم يتبنون "دعاية حماس" عبر الادعاء بأن إسرائيل تتسبب في تجويع الأطفال في غزة، وزعم أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ستمنح إيران منصة لإرسال متطرفين "لتدمير الدولة اليهودية".
وقال نتنياهو: "لا أفهم كيف يغيب هذا الواقع الواضح عن قادة فرنسا وبريطانيا وكندا. هم يقترحون الآن مكافأة القتلة بدولة فلسطينية. لقد جرّبنا ذلك في غزة، فهل جلب لنا السلام؟ بل جلب المجازر الوحشية". وأضاف: "عندما تشكر حماس ماكرون وستارمر وكارني على مطالبهم بوقف الحرب على غزة، فهم بذلك يُبقون حماس في الحكم".
ووجه نتنياهو حديثه مباشرة إلى القادة الثلاثة قائلاً: "عندما يشكركم القتلة والمغتصبون وخاطفو الأطفال، فأنتم على الجانب الخطأ من العدالة، ومن الإنسانية، ومن التاريخ".
وشكك نتنياهو في تصريحات مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر الذي حذر من احتمال وفاة 14 ألف طفل في غزة خلال 48 ساعة بسبب الحصار الإسرائيلي، واعتبر أن "المؤسسات الدولية متواطئة في نشر الأكاذيب والإعلام يرددها والجماهير تصدقها، فتُزهق أرواح بريئة في واشنطن".
في المقابل، أدان ستارمر الهجوم في واشنطن، ووصفه بأنه "هجوم معادٍ للسامية شنيع"، وأكد تضامنه مع الجالية اليهودية.
وأعلنت الأمم المتحدة دخول 107 شاحنات مساعدات إلى غزة يوم الخميس، إلا أن المنظمات الإغاثية أكدت أن الاحتياجات الإنسانية تتطلب كميات أكبر بكثير.
وفي الوقت الذي تتواصل فيه العمليات العسكرية الإسرائيلية، أفادت مصادر طبية فلسطينية بأن عدد القتلى الفلسطينيين تجاوز 52 ألف منذ بدء العدوان.