عرب لندن
أعلنت وزارة الدفاع البريطانية عن إحراز "تقدّم سريع" في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي لاستخدامها في المهام العسكرية، تمهيدًا لنشر الروبوتات القتالية في الخطوط الأمامية للبحرية الملكية وسلاح الجو الملكي.
وصرّحت الحكومة أن هذه الخطوة تهدف إلى "ضمان أمن بريطانيا داخليًا وتعزيز قوتها خارجيًا"، وذلك عقب نجاح تجربة ميدانية استمرت خمسة أيام في ميناء بورتلاند بمقاطعة دورست، وصُوّرت كأكبر تجربة من نوعها على الإطلاق في البلاد.
ووفقاً لما أورده موقع "التلغراف"Telegraph، أوضحت الوزارة أن الذكاء الاصطناعي سيُستخدم للكشف التلقائي عن الأهداف، ومساعدة أفراد الطواقم الجوية والبحرية في قيادة المركبات وإدارة العمليات، بما يسهم في تخفيف ما يُعرف بـ"العبء المعرفي"، أي الأعباء الذهنية المرتبطة بإدارة أنظمة معقدة ومتعددة في ساحة المعركة.
وأشارت وزارة الدفاع إلى أن التجربة شملت محاكاة مهام متقدمة باستخدام الذكاء الاصطناعي ومقارنتها بالأداء البشري، مما يُمهّد الطريق أمام دمج هذه التقنية بشكل أوسع في العمليات القتالية، دون أن يعني ذلك الاستغناء الكامل عن العنصر البشري، بحسب مصادر مطلعة.
وجاءت هذه الاختبارات في إطار التعاون الاستخباراتي ضمن شراكة "العيون الخمس" التي تضم بريطانيا والولايات المتحدة وأستراليا وكندا ونيوزيلندا، حيث حضر خبراء عسكريون من واشنطن وكانبيرا فعاليات التدريب.
وقالت وزيرة الدولة لشؤون الدفاع، ماريا إيجل، إن التجربة أثبتت إمكانية نشر الروبوتات والتقنيات الذكية قريبًا في ميادين القتال، مؤكدة أن الذكاء الاصطناعي يُوفر "ميزة عملياتية" للقوات البريطانية ويُعزّز من فرص نجاح المهام العسكرية.
ومن المتوقع أن تحتل تقنيات الذكاء الاصطناعي والطائرات المسيرة محورًا رئيسًا في المراجعة الاستراتيجية للدفاع هذا العام، والتي ستحدد أولويات التحديث في القدرات البشرية والتكنولوجية للجيش البريطاني.
وكان وزير الدفاع بات ماكفادن قد حذر في خطاب له العام الماضي من "سباق تسلّح" مع روسيا في مجال الذكاء الاصطناعي، مشددًا على ضرورة تطوير هذه التكنولوجيا مع التحسّب لاستخدامها من قبل الخصوم كسلاح ضد بريطانيا في الساحات المادية والرقمية.
وفي السياق ذاته، أعلنت الحكومة أنها ستُنشئ مصنعًا جديدًا في جنوب غرب إنجلترا لبناء أسطول من الروبوتات القتالية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، في خطوة وُصفت بأنها نقلة نوعية في صناعة الدفاع البريطانية.
وقال الدكتور بول هولينشيد، رئيس مختبر علوم وتكنولوجيا الدفاع (DSTL)، إن هذه التجربة تمثّل "قفزة نوعية في كيفية تطوير واختبار تكنولوجيا الدفاع"، مؤكدًا أن التعاون مع شركاء دوليين وصناعيين يعزز من بناء بنية تحتية قوية للابتكار والجاهزية المستقبلية.