عرب لندن

فُجعت الجالية الفلسطينية والعربية في بريطانيا بوفاة الطبيب الفلسطيني الدكتور هادي بدران، الذي وافته المنية بعد صراع مع مرض السرطان، تاركًا خلفه سيرة إنسانية ووطنية استثنائية جسّد فيها أسمى معاني الالتزام والعطاء.

وُلد الدكتور بدران في لبنان لعائلة فلسطينية لاجئة، قبل أن ينتقل إلى المملكة المتحدة حيث تخصّص في مجال التخدير، وكرّس حياته المهنية في خدمة المرضى والدفاع عن القضايا الإنسانية، وفي مقدمتها قضية فلسطين. وعلى الرغم من حالته الصحية الحرجة، أصرّ على التطوّع والسفر إلى قطاع غزة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير، للمشاركة في علاج الجرحى والمصابين، قائلاً: "دماؤنا ليست أغلى من دمائهم".

وبكلمات مؤثّرة، نعى رئيس تحرير موقع "عرب لندن" محمد أمين، الطبيب الراحل هادي بدران، قائلًا إنه "رحل في صمت كما عاش في صمت"، مشيدًا بإنسانيته التي سبق بها هويته، حين أصرّ على التطوع إلى غزة رغم مرضه العضال.

واستعاد أمين ذكرياته مع الراحل: "لم ألتقِ الحبيب إلا مرتين، ولم أعلم بإصابته بالسرطان إلا بعد وفاته، لأنه كان يرى أن مرضه لا يُقارن بما يعانيه الغزيون"، مشيرًا إلى أن الدكتور بدران تحدّث خلال لقائهما عن غزة بشغف كبير، واصفًا إياها بأنها "أرض لا تشبهها أرض"، وأنه شعر فيها بسكينة لم يختبرها في أي مكان آخر، رغم القصف والموت.

وأضاف: "كان يعتبر أهل القطاع من الصحابة أو التابعين، بشرًا من نوع مختلف، ونموذجًا للمخلصين الذين يشكّلون حجة على من يدّعي العجز". واعتبر أن بدران "كان جرعة أمل في زمن الخذلان، وملح الأرض وسط المقتلة الكبرى"، مؤكّدًا أن روحه ستبقى حاضرة بين شهداء غزة الذين أحبهم.

وختم بكشفه عن رسالة اعتذار رقيقة أرسلها الراحل حين تعذر حضوره حفل تكريمه الأخير، مشيرًا إلى أن درع التكريم سيُسلّم إلى عائلته وأولاده، الذين لطالما أراد إشراكهم في هذه اللحظة.

التالي فلسطين من النكبة إلى الإبادة: ندوة حوارية في لندن توثّق 77 عاماً من المعاناة والمقاومة