عرب لندن
تستعد وزيرة المالية البريطانية، راشيل ريفز، للإعلان عن زيادة كبيرة في الإنفاق الرأسمالي بمليارات الجنيهات تستهدف المناطق خارج لندن وجنوب شرق إنجلترا، وذلك ضمن مراجعة الإنفاق الحكومي المرتقبة الشهر المقبل، بعد إدخال تعديلات على دليل وزارة الخزانة المعروف بـ"الكتاب الأخضر"، والذي يُستخدم لتقييم جدوى المشروعات الحكومية وتحديد أولويات الاستثمار العام.
ووفقاً لما ذكرته صحيفة الغارديان "The Guardian"، يهدف تعديل "الكتاب الأخضر" إلى إعادة النظر في طريقة تقييم المشاريع الحكومية، حيث كانت القواعد السابقة تميل إلى تفضيل المناطق الأكثر إنتاجية اقتصادياً. وأكدت ريفز أن هذه المراجعة ستضمن تقديم نصائح شفافة وعادلة بشأن الاستثمار في جميع أنحاء البلاد، بما يشمل المناطق الأقل حظًا.
ويأتي هذا الإعلان في ظل سعي الحكومة لمواجهة التحديات السياسية التي يطرحها حزب الإصلاح في مناطق الشمال والميدلاندز، والتي شهدت تغيرًا في الولاءات السياسية خلال السنوات الأخيرة، وتُتوقع أن تتأثر هذه المناطق أيضًا بتقليصات في الإنفاق الوزاري سيُعلَن عنها لاحقاً.
وأكد المسؤولون أن المليارات الجديدة ستُخصص لمشاريع في مجالات الطاقة والطرق والسكك الحديدية، خارج لندن وجنوب الشرق، بهدف تعزيز التنمية المتوازنة في مختلف أنحاء البلاد.
من جانبه، حذر زعيم حزب العمال، كير ستارمر، من تصاعد دعم حزب الإصلاح في المناطق الصناعية الشمالية، مؤكداً أنه، بخلاف زعيم الحزب نايجل فاراج، عاش تجربة الأزمة المعيشية ويفهم معاناة الأسر التي تكافح لدفع الفواتير.
تجدر الإشارة إلى أن سلف ريفز، ريشي سوناك، كان قد أجرى تعديلات مماثلة على "الكتاب الأخضر" قبل خمس سنوات لتعزيز عدالة توزيع الاستثمارات، مع التركيز على الأبعاد الاجتماعية والبيئية، وتأثير المشاريع على المجتمعات المحلية.
رغم ذلك، واجه كل من سوناك وريفز انتقادات بشأن استمرار تركيز الإنفاق في جنوب شرق إنجلترا، لا سيما بعد إلغاء جزء من مشروع السكك الحديدية HS2 واستبداله بمبادرة "شبكة الشمال" التي خصصت تمويلات كبيرة للندن والمناطق المحيطة. كما تضمنت خطط ريفز للنمو الاقتصادي توسعة مطار هيثرو وتحسين الربط بين أكسفورد وكامبريدج.
وتأتي هذه الخطوات ضمن مساعي الحكومة لتقليص الفوارق الإقليمية وتحقيق تنمية أكثر توازناً على مستوى المملكة المتحدة، وسط ضغوط سياسية واقتصادية متزايدة.