عرب لندن
أصيب عدد من الأطفال بحالات صحية خطيرة بعد أن اتبع آباؤهم نصائح من مؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي تروج لمادة كيميائية سامة باعتبارها "علاجًا للتوحد"، في تجاهل صارخ للتحذيرات الطبية.
وشجعت كيري ريفيرا، التي يتابعها أكثر من 17 ألف شخص على إنستغرام، الآباء على إعطاء أطفالهم مادة ثاني أكسيد الكلورين (CD)، وهي مركب صناعي يُستخدم لتبييض الأقمشة وتعقيم الأسطح، رغم خطورته البالغة عند تناوله.
وتدعي ريفيرا، دون أي سند علمي، أن التوحد ناتج عن "طفيليات" و"ديدان"، وتصف أعراضًا مثل القيء والطفح الجلدي والتشنجات بأنها دليل على "إزالة السموم"، فيما يصفها الأطباء بأنها علامات على التسمم الكيميائي. وقد ورد في مجموعة دعم خاصة بها رسائل من آباء أفادوا بظهور بول كريه الرائحة، طفح جلدي، وتشنجات لدى أطفالهم بعد اتباع ما تسميه "بروتوكول CD".
وحذرت السلطات الصحية البريطانية من أن تناول هذه المادة قد يؤدي إلى حروق في الفم والحلق والمعدة، نزيف داخلي، وصعوبة في التنفس، وفي الحالات الشديدة قد يسبب صدمة نقص حجم الدم التي تهدد الحياة. أما في الأطفال، فقد تتسبب في تآكل الأمعاء، وظهور بول وردي أو براز أخضر، ونوبات صرع.
ورغم ذلك، لا تزال ريفيرا تنشر تعليمات لتطبيق هذا "البروتوكول"، وتقدم نصائح للآباء حول كيفية التعامل مع الأعراض.
وقال تيم نيكولز، مدير السياسات في الجمعية الوطنية للتوحد (NAS): ""من الصادم أن يُقدَّم هذا البروتوكول الزائف كعلاج للتوحد. إنه خطير ومضلل ويؤذي الأطفال وعائلاتهم. التوحد ليس مرضًا، بل حالة عصبية مستمرة مدى الحياة، ولا يمكن علاجه أو التخلص منه".
من جانبها، شددت جولا نتا لاسوتا، المديرة التنفيذية لمنظمة Ambitious about Autism، على أن "العلاجات الزائفة المنتشرة على الإنترنت تشكل خطرًا كبيرًا على صحة الأطفال"، داعيةً الأهالي إلى الاعتماد على مصادر موثوقة مثل هيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS)، والإبلاغ عن هذه الادعاءات للجهات المختصة.
في أعقاب هذه الفضيحة، أوقفت منصة تيك توك حساب ريفيرا، كما أزالت أمازون صفحتها التي كانت تروّج لكتب ومعدات تدعم هذه المزاعم، بعد حملة شعبية جمعت أكثر من 30 ألف توقيع. وتواصلت وسائل الإعلام مع شركة "ميتا" المسؤولة عن إنستغرام، لكنها لم تصدر تعليقًا بعد. أما ريفيرا، فلم ترد على طلبات التعليق.
ودعت الجمعية الوطنية للتوحد الجمهور إلى التبليغ عن أي منتج أو وسيلة تدّعي علاج التوحد إلى وكالة معايير الغذاء البريطانية (FSA)، مؤكدة أن التصدي لهذه الادعاءات مسؤولية مجتمعية.