عرب لندن
توقع تقرير ديموغرافي أن البريطانيين البيض، الذين يشكلون اليوم حوالي 73% من سكان المملكة المتحدة، سيتحولون إلى أقلية بحلول عام 2063، مع استمرار التغيرات في معدلات الهجرة والولادة.
وأعدّ التقرير البروفيسور مات غودوين من جامعة باكنغهام، اعتماداً على بيانات مكتب الإحصاء الوطني وتعداد 2022، مع توقعات حتى عام 2100.
وحسب ما ذكرته صحيفة التليغراف "Telegraph" أشار التقرير إلى أن نسبة البريطانيين البيض ستنخفض تدريجياً لتصل إلى 57% بحلول 2050، قبل أن تقل عن 50% عام 2063، وتصل إلى حوالي 34% بنهاية القرن. بالمقابل، ستزداد نسبة السكان من المهاجرين وأبنائهم من أقل من 20% حالياً إلى أكثر من 60% بحلول عام 2100.
كما يتوقع التقرير ارتفاع عدد المسلمين في البلاد من 7% حالياً إلى أكثر من 19% بحلول نهاية القرن، مع احتمال أن تزيد نسبتهم إلى 25% في حال استمرار ارتفاع الهجرة من الدول الإسلامية. ويُبيّن التقرير أن معدلات الولادة لدى المسلمين والمهاجرين أعلى منها لدى السكان الأصليين.
على صعيد المواليد، ستنخفض نسبة السكان المولودين في بريطانيا وغير المنحدرين من أصول مهاجرة من 81% إلى 39% بحلول 2100، في حين سترتفع نسبة المولودين في الخارج إلى 26%. وتظهر التوقعات أن سكان إنجلترا ذوي الأصول المهاجرة سيشكلون الأغلبية بحلول 2079، تليها ويلز واسكتلندا وأيرلندا الشمالية لاحقاً، فيما سيحدث هذا التحول بين الشباب قبل ذلك بوقت طويل.
ويحذر التقرير من أن هذا التحول السكاني سيؤثر بعمق على الهوية الثقافية والوطنية، مع تراجع الروابط بالتاريخ والتراث، وقد يؤدي إلى حالة من الاستقطاب السياسي والاجتماعي.
ويأتي هذا التغير في وقت تسجل فيه المملكة المتحدة معدلات هجرة مرتفعة غير مسبوقة، حيث بلغ عدد المهاجرين 906 آلاف في 2023، وهو رقم قياسي، ما دفع إلى طرح إجراءات سياسية للحد من حقوق المهاجرين في الإقامة والعمل.
يختتم التقرير بالتأكيد على أن هذه التغيرات تشكل تحدياً كبيراً للدولة البريطانية، داعياً القادة إلى التفكير في حلول بعيدة المدى لضمان استقرار المجتمع والحفاظ على وحدة الهوية الوطنية.