عرب لندن
كشف وزير التكنولوجيا البريطاني، بيتر كايل، أن الحكومة بصدد دراسة فرض قيود زمنية على استخدام الأطفال لتطبيقات التواصل الاجتماعي، في محاولة للتصدي لمشكلة الإدمان الرقمي وتوجيههم نحو استخدام صحي ومتوازن للتكنولوجيا.
وقال كايل، خلال مقابلة على شبكة BBC، إنه يبحث في إجراءات من بينها تحديد وقت أقصى يومي لاستخدام التطبيقات، أو منع الوصول إليها بعد الساعة العاشرة مساءً وأثناء ساعات الدراسة. وأوضح: "أحاول كسر سلوكيات الاستخدام الإدماني، وتشجيع التفاعل الصحي والإيجابي عبر الإنترنت".
ويأتي هذا التوجه في إطار توسيع تشريعات السلامة الرقمية التي تُطبق تدريجيًا هذا العام. وأوضح كايل أن القوانين الحالية تُلزم المنصات بإزالة المحتوى غير القانوني، وفي يوليو المقبل ستُجبر على تقديم محتوى يتناسب مع الفئات العمرية، وإلا ستواجه عقوبات جنائية. وأضاف: "نريد تعريفًا واضحًا لما تعنيه الحياة الرقمية الصحية للأطفال، تمامًا كما نعرّف الصحة البدنية في العالم الواقعي".
ورغم رفضه لفكرة حظر شامل على وسائل التواصل لمن هم دون 16 عامًا، أكد كايل أن جميع الخيارات مفتوحة لحماية الأطفال من الأذى الرقمي.
بيانات ميدانية تدعم هذه المخاوف؛ فقد أظهرت دراسة لمفوضة شؤون الأطفال أن 23% من الأطفال بين 8 و15 عامًا يقضون أكثر من أربع ساعات يوميًا على الأجهزة الذكية، فيما يقضي ربعهم من ساعتين إلى ثلاث ساعات يوميًا، بحسب استطلاع أجرته مؤسسة YouGov في مارس وأبريل 2025، وشمل 502 طفل في إنجلترا.
في السياق ذاته، تدرس وزيرة التعليم، بريدجيت فيليبسون، آثار حظر الهواتف الذكية في بعض المدارس، وهي خطوة تدعمها نقابة التعليم الوطنية في ظل القلق المتزايد من تأثير التكنولوجيا على التحصيل الدراسي والصحة النفسية.
ورغم أن التوجيهات الحالية توصي بمنع استخدام الهواتف داخل المدارس طوال اليوم، فإنها لا تحدد آليات تنفيذ واضحة.
على صعيد المجتمع، تتوسع المبادرات الأهلية التي تدعو لتأجيل استخدام الأطفال للهواتف الذكية. وأطلقت حملة "طفولة بلا هواتف" في سبتمبر الماضي "ميثاق الوالدين"، حيث يلتزم الموقعون بعدم منح أطفالهم هواتف ذكية قبل الصف التاسع، أو السماح لهم باستخدام مواقع التواصل قبل سن 16.
وتأتي هذه التحركات في إطار سعي حكومي ومجتمعي مشترك لوضع ضوابط جديدة تضمن بيئة رقمية أكثر أمانًا للأطفال، وتحد من آثار الاستخدام المفرط للتكنولوجيا على حياتهم اليومية ونموهم النفسي.