في تحرك غير مسبوق…الشرطة الفرنسية تطلق الغاز المسيل للدموع لاعتراض المهاجرين
عرب لندن
صعدت الشرطة الفرنسية من إجراءاتها لوقف محاولات عبور المهاجرين إلى المملكة المتحدة، حيث استخدمت الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل لتفريق مئات المهاجرين الذين حاولوا ركوب قوارب صغيرة قبالة ساحل القناة بالقرب من مدينة غرافلين شمال فرنسا.
وبحسب ما ورد في موقع صحيفة “التلغراف” Telegraph، نُفِّذت هذه العملية بعد أيام من إعلان وزارة الداخلية الفرنسية عن خطط لتعزيز تدخلاتها في المياه على مسافة 300 متر من الشواطئ، في إطار مساعٍ للتصدي المبكر لمحاولات تهريب البشر. وحتى وقت قريب، امتنعت السلطات الفرنسية عن تنفيذ عمليات في المياه بدعوى التزامها بقوانين البحار التي تحظر اتخاذ إجراءات قد تعرض الأرواح للخطر.
ولكن وفقاً لمصادر حكومية، حصل الوزراء المسؤولون عن سياسة الهجرة على ضوء أخضر للتدخل مع الالتزام بالقواعد الدولية. وشوهد عناصر الشرطة وهم يرتدون دروع مكافحة الشغب ويخوضون المياه حتى مستوى الخصر في محاولة لاعتراض المهاجرين. ورغم محاولاتهم، تمكن العديد من المهاجرين، وبينهم أطفال يرتدون سترات نجاة برتقالية، من الالتفاف حول القوات والوصول إلى القوارب، وسط ضغط كبير عجزت الشرطة عن احتوائه بشكل كامل.
وارتفعت أعداد المهاجرين الذين عبروا القناة هذا العام إلى نحو 14,812 مهاجرًا على متن أكثر من 260 قاربًا، بزيادة تقدر بـ32% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مما يمثل أعلى معدل خلال النصف الأول من أي عام منذ بدء هذه الظاهرة في 2018. ويتوقع أن يتجاوز عدد العابرين حاجز 15 ألفاً مع نهاية العام الجاري.
وفي ظل هذا التصاعد، استغل مهربو البشر أول تحسن في الأحوال الجوية منذ نهاية مايو لتنفيذ عمليات تهريب جديدة، إذ وصل عشرات المهاجرين إلى المملكة المتحدة الأسبوع الماضي، بينما شهد يوم 31 مايو رقماً قياسياً بعبور 1,195 شخصاً في يوم واحد.
ورداً على هذه التطورات، أعلنت وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز عن تخصيص ما يصل إلى 280 مليون جنيه إسترليني سنوياً لدعم قيادة أمن الحدود بحلول نهاية مراجعة الإنفاق في 2028-2029، في إطار خطط مكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب البشر.
وتأتي هذه التحركات في وقت تتحضر فيه فرنسا للقمة الفرنسية البريطانية المقررة في 8 يوليو بلندن، حيث من المنتظر أن يبحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع المسؤولين البريطانيين تعزيز التعاون في ملف الهجرة غير النظامية.
وضمن استراتيجيتها الجديدة، تعمل فرنسا على تعزيز قدراتها البحرية بإدخال ستة زوارق دورية جديدة، من بينها القارب "روزيل" بطول 46 متراً الذي بدأ العمل فعلاً، بهدف تعزيز القدرة على اعتراض قوارب المهربين قبل مغادرتها الشواطئ.
وفي المقابل، حذرت وكالة الحدود الأوروبية "فرونتكس" من أن شبكات التهريب تعتمد أسلوب إطلاق قوارب متعددة بشكل متزامن للتغلب على جهود الشرطة الفرنسية، ما يفاقم مخاطر الكوارث في منطقة تعتبر من أخطر ممرات الهجرة البحرية. وأشارت الوكالة إلى أن تكتيكات المهربين تضع المزيد من الأرواح في خطر وتعيق عمليات البحث والإنقاذ.
ووفقاً لبيانات وزارة الداخلية البريطانية، فإن القوارب أصبحت تنقل أعداداً متزايدة من المهاجرين، إذ بلغ متوسط عدد الركاب 54 شخصاً في القارب الواحد خلال العام المنتهي في مارس 2025، مقارنة بـ50 في 2024 و29 فقط في 2022، ما يعكس تصاعداً مقلقاً في خطورة الرحلات التي تتم بقوارب مطاطية هشة وسط ظروف بحرية محفوفة بالمخاطر.