عرب لندن

حذّرت هيئة النقل في لندن (TfL) موظفيها من مخاطر مواجهة الركاب المتهربين من دفع الأجرة، مؤكدة أنهم غير ملزمين بالتدخل في حال شعروا بأن الموقف غير آمن. ويأتي هذا التوجيه في ظل تصاعد حالات الاعتداءات على موظفي الصفوف الأمامية، والتي تعود نصفها إلى نزاعات مرتبطة بالأجرة.

ووفقًا لهيئة النقل، يُنتظر من موظفي المحطات مساعدة الركاب وتشجيعهم على دفع الأجرة الصحيحة واستخدام بطاقاتهم، إلا أن الشبكة شدّدت على ضرورة إبلاغ فرق إنفاذ القانون في حال تعذر التدخل الآمن. وتستعين الهيئة بضباط دعم وإنفاذ مدرّبين للتعامل مع من يرفضون الامتثال لقواعدها.

وبحسب البيانات الرسمية، يتجاوز معدل التهرب من دفع الأجرة 3.4%، أي أكثر من ضعف الهدف المحدد لعام 2030، والذي يبلغ 1.5%، ما يُكبّد دافعي الضرائب نحو 130 مليون جنيه إسترليني سنويًا. ورغم هذه الأرقام، تُظهر الإحصاءات تراجعًا في عدد الملاحقات القضائية المرتبطة بالتهرب، حيث انخفض عدد القضايا من أكثر من 31 ألفًا في 2018–2019 إلى ما يقرب من 18 ألفًا فقط في 2023–2024.

وسلّط روبرت جينريك، وزير العدل في حكومة الظل، الضوء على الظاهرة، بعد تصويره مواجهة مباشرة مع ثلاثة متهربين في محطة ستراتفورد شرق لندن، حيث أعرب عن استيائه من "تفشي خرق القانون" دون رادع. وانتقد جينريك ما وصفه بتقاعس هيئة النقل، قائلاً إن "العاصمة تتجه نحو الانهيار تحت قيادة صادق خان".

وردًا على ذلك، دعت سوزان هول، زعيمة المحافظين في قاعة المدينة، إلى تدخل جماعي من موظفي المحطات في حال وجود عدد كافٍ منهم، مشيرة إلى أن عدم التحرك "أمر غير مقبول". بينما اعتبرت جمعية موظفي النقل أن تصرف جينريك لا يخلو من الطابع الاستعراضي، مؤكدة أن الحل يكمن في تعزيز الكوادر والشرطة المختصة، لا في المبادرات الفردية من السياسيين.

وقالت الأمينة العامة للجمعية إن "عدالة القصاص الذاتي تنطوي على مخاطر حقيقية، وإن التعامل مع الظاهرة يجب أن يكون مؤسساتيًا منظمًا، لا شخصيًا انفعاليًا". كما أشار متحدث باسم شرطة النقل البريطانية إلى أن الاحتيال في التذاكر جريمة تؤثر على عموم المسافرين وتُضعف من كفاءة الشبكة.

وفي المقابل، شدد مسؤول الأمن في هيئة النقل، سيوان هايوارد، على أن الهيئة بصدد توسيع فريق المحققين لملاحقة المتهربين المتكررين، تماشيًا مع خطتها الرامية إلى تقليص معدل التهرب إلى 1.5% بحلول 2030. وأضاف أن أكثر من 500 ضابط منتشرون على الشبكة للحفاظ على سلامة الموظفين والركاب.

ويستخدم ما يقرب من واحد من كل 25 شخصًا وسائل النقل العامة في لندن دون دفع الأجرة، وفقًا لإحصاءات البلدية الصادرة بين أبريل 2023 ومارس 2024. ورغم تأكيد العمدة صادق خان أن معدل التهرب في لندن أقل من مدن كبرى أخرى، إلا أن الإجراءات الأخيرة، كزيادة غرامة التهرب إلى 100 جنيه، لم تُرضِ بعض الأطراف السياسية والنقابية التي تطالب بمقاربة أكثر فاعلية.

السابق بريطانيا على موعد مع موجة حر.. ودرجات الحرارة قد تصل إلى 30 درجة مئوية
التالي فضيحة عدادات الدفع القسري تهز بريطانيا: تعويضات بآلاف الجنيهات لضحايا شركات الطاقة