عرب لندن

أنهت شركة "بي إم دبليو"، المالكة لعلامة "ميني"، عقود 180 موظفًا مؤقتًا في مصنعها بمدينة أوكسفورد البريطانية، في وقت يواجه فيه قطاع صناعة السيارات في المملكة المتحدة تحديات اقتصادية عالمية ورسومًا جمركية أمريكية مرتفعة.

وفرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا جمركية بنسبة 25% اعتبارًا من أبريل على جميع السيارات المستوردة من الخارج إلى الولايات المتحدة، في محاولة لإجبار الشركات المصنعة على الاستثمار داخل البلاد. 

ودفع هذا القرار الشركات البريطانية، التي تعتمد بشكل كبير على السوق الأمريكي، إلى البحث عن حلول سريعة.

وأعادت "جاكوار لاند روفر" (JLR) -أكبر مُشغّل في القطاع بالمملكة المتحدة- شحن سياراتها إلى الولايات المتحدة مؤخرًا، بعدما أوقفتها لفترة مؤقتة الشهر الماضي لتقييم أثر الرسوم الجديدة، وسط شكوك حول قدرتها على تحقيق أرباح من طرازاتها الأرخص.

وتزامنت هذه التطورات مع تراجع إنتاج السيارات في بريطانيا إلى نصف مستواه قبل جائحة كورونا عام 2019، إذ بلغ إنتاج مصنع "ميني" في أوكسفورد 110 ألف سيارة فقط خلال عام 2024، مقارنة بذروة بلغت 234 ألف وحدة في 2018.

ومثّلت هذه التخفيضات نسبة ضئيلة من إجمالي العاملين البالغ عددهم 3,500، إلا أنها تعكس التحديات التي يواجهها القطاع، خاصة وأن المصنع يعمل دون طاقته الكاملة منذ خمس سنوات.

بدوره، وصف مايك هاوز، الرئيس التنفيذي لجمعية مصنّعي وتجار السيارات البريطانية (SMMT)، الرسوم الجمركية بأنها "شديدة التأثير وذات عواقب فورية"، محذرًا من خسائر وظيفية وشيكة. 

من جانبها، أعلنت "أستون مارتن" عن تقليص صادراتها إلى الولايات المتحدة.

واضطرت الشركات إلى التعامل أيضًا مع تباطؤ الطلب على السيارات الكهربائية. 

وردّت "بي إم دبليو" بتأجيل استثمار قيمته 600 مليون جنيه إسترليني في مصنع "ميني" لتحويله إلى الإنتاج الكهربائي، دون اتخاذ قرار نهائي بشأن توقيت التنفيذ.

وتواصل "جاكوار لاند روفر"، المملوكة لمجموعة "تاتا" الهندية، العمل على إطلاق النسخة الكهربائية من "رينج روفر"، المتوقع بدء مبيعاتها خلال العام الجاري. 

لكنها لا تزال تواجه تحديات بشأن توقيت إطلاق الطراز الجديد من "جاكوار"، خاصة وأن الرسوم الأميركية سترفع تكلفة السيارة بنسبة 25% من المصنع، ما يهدد ربحيتها.

وكانت الشركة قد خفّضت إنتاج الطرازات الأرخص في مصنع "هالوود" في يناير، مع تقديم حوافز للموظفين للتقاعد المبكر، استعدادًا لتحويل المصنع إلى الإنتاج الكهربائي. لكن الرسوم الجمركية قد تعيق خطط التوسعة المستقبلية.

وتحقق الطرازات الفاخرة، مثل "رينج روفر" و"رينج روفر سبورت"، أعلى الأرباح، مما يمكن الشركة من امتصاص بعض آثار الرسوم، في حين يُعتقد أن إنتاج طراز "ديفندر" لم يتأثر كثيرًا.

وقال متحدث باسم "جاكوار لاند روفر": "الولايات المتحدة سوق مهم لعلاماتنا الفاخرة، ولا تزال الرسوم بنسبة 25% قائمة. نحن نتخذ إجراءات قصيرة المدى ونعمل على خطط أطول أمدًا، وسنُصدر تحديثًا جديدًا مع نتائجنا السنوية في مايو".

وتُشير التوقعات إلى إمكانية حدوث خسائر وظيفية إضافية داخل "جاكوار لاند روفر"، رغم عدم الإعلان رسميًا عن أي تسريحات حتى الآن.

التالي المملكة المتحدة تشدد قبضتها على سوق التشفير: لا عملات رقمية بأموال مقترضة