عرب لندن
أُقيم حفل إسرائيلي سري في المتحف البريطاني مساء الثلاثاء، احتفالاً بالذكرى السابعة والسبعين لإعلان قيام دولة إسرائيل، وذلك بتنظيم من السفارة الإسرائيلية في لندن، وبمشاركة عدد من الشخصيات السياسية والإعلامية البارزة في المملكة المتحدة.
ووفقاً لموقع "ميدل إيست آي" Middle East Eye، لم يُعلن عن الحدث مسبقاً، فيما طُلب من موظفي المتحف مغادرة أماكن عملهم قبل الموعد المعتاد. وقد تولّى الإعلامي البريطاني جيمي كار تقديم الحفل، الذي شهد حضور نايجل فاراج، الزعيم السابق لحزب الاستقلال البريطاني، وكيمي بادينوخ، وزيرة الأعمال والتجارة في حكومة ريشي سوناك، إلى جانب ماريا إيغل، وزيرة المشتريات الدفاعية والصناعة في حكومة الظل العمالية.
وصرّحت إيغل في كلمتها أن المملكة المتحدة "وقفت إلى جانب إسرائيل"، مشيرة إلى تنفيذ سلاح الجو الملكي البريطاني طلعات استطلاعية فوق شرق البحر الأبيض المتوسط لدعم جهود إنقاذ الرهائن في غزة، كما أشادت بدور القوات الجوية البريطانية في اعتراض الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية أثناء الهجوم الذي تعرّضت له إسرائيل في أبريل الماضي. وأضافت أن إسرائيل تمرّ بمرحلة صعبة، في إشارة إلى الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023.
وشهد الحفل أيضاً مشاركة شخصيات سياسية أخرى، من بينها النائب المحافظ السابق ستيفن كراب، والمبعوث التجاري البريطاني إلى إسرائيل، اللورد إيان أوستن. كما ألقت السفيرة الإسرائيلية لدى لندن، تسيبي حوتوفلي، الكلمة الرئيسية في الحفل. وتُعد حوتوفلي من الشخصيات المثيرة للجدل بسبب تصريحاتها السابقة التي وصفت فيها النكبة الفلسطينية بـ"الكذبة العربية"، ورفضها القاطع لحل الدولتين.
ويأتي هذا الحدث في ظل تصعيد سياسي وعسكري متواصل، إذ كشفت إسرائيل مؤخراً عن خطط تهدف إلى السيطرة الكاملة على قطاع غزة واحتلاله لفترة غير محددة. وبالتزامن مع الحفل، واجهت الحكومة البريطانية طعناً قانونياً أمام المحكمة، رفعته منظمتا "غلان" و"الحق"، على خلفية استمرار توريد مكونات طائرات "إف-35" التي تُستخدم في العمليات العسكرية الإسرائيلية.
ورغم الطابع السري للحدث، نظّمت مجموعة "حظر الطاقة من أجل فلسطين" (EEFP)، والتي تصف نفسها بأنها "منظمة مناخية مناهضة للإمبريالية"، وقفة احتجاجية خارج المتحف. وصرّح متحدث باسم المجموعة لصحيفة "ميدل إيست آي" أن خطاب ماريا إيغل أظهر "الوجه الحقيقي للمتحف البريطاني، الذي يدّعي التقدّمية"، مشيراً إلى أن موظفي المؤسسة "تعرّضوا للتضليل بشأن طبيعة الحدث الذي استُضيف في مكان عملهم".