مقترح مثير للجدل: تخفيض السرعة إلى 10 أميال لحماية المشاة

عرب لندن

قد تُواجه السرعة على بعض الطرق الرئيسية في بريطانيا قيودًا غير مسبوقة، بعد أن اقترحت مؤسسة السلامة على الطرق (RSF) تخفيض الحد الأقصى للسرعة إلى 10 أميال في الساعة في مناطق تشهد كثافة مرورية للمشاة والدراجات، في خطوة تهدف إلى الحد من الإصابات والوفيات الناجمة عن الحوادث.

ووفقًا للتوصيات الصادرة عن المؤسسة، فإن السرعة يجب ألا تتجاوز 20 ميلاً في الساعة على الطرق ذات المسار الواحد، بما في ذلك الطرق الريفية، مقارنةً بالحد الوطني الحالي البالغ 60 ميلاً في الساعة. كما توصي المقترحات بخفض السرعة إلى 10 أميال في الساعة في المناطق القريبة من المدارس والمستشفيات والملاعب ومواقع الفعاليات الثقافية والرياضية، حيث تزداد احتمالية وجود المشاة وراكبي الدراجات.

وأكدت المنظمة أن توصياتها "مبنية على الأدلة العلمية، وقوانين الفيزياء، ودرجة هشاشة جسم الإنسان عند الاصطدام"، مشيرة إلى أن الحد من السرعة يسهم بشكل مباشر في تقليل شدة الحوادث.

وذكرت المديرة التنفيذية لمؤسسة RSF، الدكتورة سوزي تشارمان، أن "الهدف ليس فرض سرعات منخفضة في كل مكان، بل التأكد من أن السرعة في كل منطقة تتناسب مع قدرة الإنسان على تحمل قوة الاصطدام"، مضيفة أن بعض الطرق قد تتطلب تحسينات في البنية التحتية بدلًا من خفض السرعة فقط.

في المقابل، أثارت هذه المقترحات موجة من الانتقادات من قبل جماعات تمثل السائقين. ووصف هيو بلادون، من تحالف السائقين البريطانيين، هذه التوصيات بأنها "سخيفة ومثيرة للضحك"، محذرًا من أنها ستؤدي إلى إطالة زمن الرحلات بشكل كبير.

وأضاف في تصريح لصحيفة “التايمز” The Times: "إذا حظرنا كل وسائل النقل الآلية فقد تنخفض الإصابات قليلًا، لكن لا يجب أن نغفل أن الناس كانوا يُقتلون أيضًا قبل اختراع السيارات، بسبب الحوادث المتعلقة بالخيول وعرباتها".

وأشار منتقدون آخرون إلى أن تطبيق حدود السرعة المنخفضة سيؤدي إلى ارتفاع ملحوظ في زمن الرحلات، لا سيما في المناطق الريفية، حيث قد تتضاعف المدة الزمنية للوصول إلى الوجهات ثلاث مرات.

ورغم ذلك، أوضح التقرير أنه يمكن السماح بسرعات أعلى على الطرق التي تحتوي على ممرات منفصلة بالكامل للمشاة وراكبي الدراجات، مما يخفف من حدة الاعتراضات في بعض المناطق الحضرية.

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه التوصيات ستُترجم إلى تشريعات رسمية في المستقبل، وسط انقسام بين مؤيدي السلامة المرورية ومنتقدي الإجراءات الصارمة.