عرب لندن

تقوم هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) بدراسة خطط من شأنها أن تفرض على المستهلكين في الولايات المتحدة دفع رسوم مقابل الوصول إلى محتواها الإخباري، في خطوة تهدف إلى تعزيز إيرادات المؤسسة التي تواجه ضغوطًا مالية متزايدة.

وتسعى BBC، التي تعاني من انخفاض عائدات رسوم الترخيص وتزايد المنافسة من منصات البث مثل "نتفليكس" و"يوتيوب"، إلى تنمية مواردها التجارية خارج المملكة المتحدة، وتركّز بشكل خاص على السوق الأمريكية باعتبارها فرصة واعدة لتحقيق دخل إضافي.

ويرى مسؤولو BBC أن حالة الاستقطاب في الإعلام الأمريكي، خصوصًا خلال الولاية الثانية لدونالد ترامب، قد تفتح المجال أمام نمو جمهور يبحث عن تغطية إعلامية محايدة، وهي السمة التي تتميز بها BBC.

وتُعد الولايات المتحدة السوق الأكبر الناطقة بالإنجليزية لهيئة الإذاعة البريطانية، والثانية عالميًا بعد الهند. وقد أطلقت BBC نسخة جديدة من موقعها الإلكتروني وتطبيقها الإخباري في الولايات المتحدة، لكنها لم تطلب حتى الآن أي مساهمة مالية من المستخدمين الأمريكيين.

وبحسب مصادر "الغارديان"، فإن شخصيات بارزة داخل الهيئة تدفع باتجاه دراسة فرض رسوم أو اشتراكات على المستهلكين الأمريكيين، أسوة بنموذج شبكة PBS التي تطلب تبرعات من جمهورها.

وتأتي هذه الخطط ضمن حزمة إصلاحات تُناقش حاليًا قبيل تجديد الميثاق الملكي لـ BBC، الذي ينتهي في عام 2027. ورغم تمسك الهيئة بعدم تطبيق نموذج اشتراك أو إعلانات داخل المملكة المتحدة، فإنها تواجه ضغوطًا لإثبات جديتها في تنمية مصادر الدخل الأخرى.

المدير العام لـ BBC، تيم ديفي، الذي تولى سابقًا رئاسة BBC Studios (الذراع التجارية للهيئة)، عبّر عن انفتاحه على إصلاحات تجعل التمويل "أكثر عدالة وحداثة واستدامة". وقد بدأت BBC Studios بالفعل ببيع الإعلانات على موقع BBC.com وتطبيقه داخل الولايات المتحدة.

ومنذ إعادة إطلاق موقع BBC.com في نهاية عام 2023، شهد الموقع نموًا مستمرًا بأرقام مضاعفة على مدار تسعة أشهر متتالية. ويصل عدد مستخدمي الموقع إلى 130 مليون شخص حول العالم، من بينهم 67 مليونًا في أمريكا الشمالية.

ورغم هذه الجهود، انخفضت إيرادات BBC العام الماضي بنسبة 12% لتصل إلى 1.84 مليار جنيه إسترليني، ويُعزى ذلك جزئيًا إلى تباطؤ الإنتاج التلفزيوني بعد جائحة كوفيد-19، بالإضافة إلى الاستثمارات في موقع BBC.com.

يبدو أن BBC الآن أمام مفترق طرق، إذ تسعى لموازنة التزاماتها كمؤسسة عامة مع ضرورة البقاء على قيد الحياة ماليًا في مشهد إعلامي يتغير بسرعة.

السابق بكين تدرس رفع العقوبات عن نواب بريطانيين
التالي الحكومة تطلب رسميًا من سلسلتين تجاريتين وقف الترويج لمنتجات التبغ المُسخَّن