عرب لندن

يستعد بنك إنجلترا لخفض أسعار الفائدة يوم الخميس، مع تزايد المخاوف بشأن تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الاقتصاد العالمي، بما في ذلك المملكة المتحدة. وفي أول تدخل للبنك منذ إعلان سياسة الرسوم الجمركية، من المتوقع أن يتم خفض سعر الفائدة الرئيسي من 4.5% إلى 4.25%.

وبحسب ما ورد في صحيفة "الغارديان"، تشير الأسواق المالية إلى أن خفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية بات شبه مؤكد، بينما يرى بعض الاقتصاديين أن البنك قد يحتاج إلى اتخاذ خطوات أكبر، مثل خفض نصف نقطة مئوية، لمساعدة الشركات والأسر التي تواجه تحديات اقتصادية في ظل التوقعات العالمية المتدهورة.

وحذر الخبراء من أن الرسوم الجمركية الأمريكية قد تؤدي إلى تباطؤ التجارة العالمية، مما سيؤثر بشكل سلبي على المستهلكين الأمريكيين من خلال زيادة الأسعار ورفع احتمالات الركود. كما تراجعت مستويات الثقة في الشركات والمستهلكين بشكل حاد في العديد من الدول، بما في ذلك المملكة المتحدة، بسبب القلق من أن سياسات ترامب ستؤدي إلى اضطراب النشاط الاقتصادي العالمي.

وقال إدوارد ألنبي، الخبير الاقتصادي البريطاني في أكسفورد إيكونوميكس: "إن خفض أسعار الفائدة في مايو أمر مؤكّد، وقد تُشير لجنة السياسة النقدية إلى نهج أقل حذرًا لخفض أسعار الفائدة في المستقبل". وتوقع ألنبي أن يشهد الاقتصاد البريطاني مزيدًا من الرياح المعاكسة في ظل التطورات الاقتصادية العالمية.

وفي وقت تتابع فيه الأسواق المالية عن كثب ردود فعل البنوك المركزية على تداعيات الرسوم الجمركية، يتوقع أن يبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة دون تغيير، رغم الانتقادات اللاذعة من ترامب ضد رئيسه، جيروم باول.

وفي المملكة المتحدة، يشير الاقتصاديون إلى أن ارتفاع أسعار الفائدة، جنبًا إلى جنب مع التداعيات السلبية للرسوم الجمركية، قد يفرض على بنك إنجلترا اتخاذ مزيد من الإجراءات لتقليل تكاليف الاقتراض. وقد يؤدي ذلك إلى انخفاض التضخم في دول أخرى، مثل المملكة المتحدة، نتيجة لإعادة توجيه الصادرات إلى أسواق بديلة.

هذا وانخفض التضخم في المملكة المتحدة في مارس/آذار إلى 2.6%، بينما تشير البيانات إلى تباطؤ في التوظيف بسبب زيادة الضرائب وانخفاض ثقة المستهلك. بينما يُتوقع أن يرتفع التضخم مجددًا إلى 3.7% هذا الصيف بسبب ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، أكد محللون على ضرورة اتخاذ خطوات إضافية لخفض تكاليف الاقتراض لدعم الاقتصاد.

وفي تصريحات سابقة، حذّر أندرو بيلي، محافظ بنك إنجلترا، من أن الاقتصاد البريطاني قد يواجه "صدمة نمو" بسبب السياسات التجارية الأمريكية. وأدت هذه التحذيرات إلى خفض توقعات صندوق النقد الدولي لنمو المملكة المتحدة لعام 2025 إلى 1.1%، بعدما كان يتوقع 1.6% في يناير.

وتشير التوقعات إلى أن بعض أعضاء لجنة السياسة النقدية قد يضغطون للموافقة على خفض أكبر، بما في ذلك الخبيرة الاقتصادية سواتي دينغرا. وأكد محللو مورغان ستانلي أن خفض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية قد يمثل "خطرًا" على التوقعات الحالية، والتي تشير إلى خفض تدريجي إلى 3.25% بنهاية العام.

ويعتقد المحللون أن خفض أسعار الفائدة إلى حوالي 3.5% سيكون الخيار الأفضل للاقتصاد البريطاني في ظل الظروف الحالية، مع تسريع هذا الإجراء لتقليل التأثيرات السلبية على النشاط الاقتصادي.

التالي "بي إم دبليو" تنهي عقود 180 موظفًا في مصنعها بأكسفور بسبب سياسات ترامب