عرب لندن

كشفت دراسة جديدة أن المرضى الذين يتوقفون عن تناول أدوية التخسيس الحديثة، مثل "ويغوفي" و"مونجارو"، يستعيدون معظم الوزن الذي فقدوه خلال فترة زمنية قصيرة، ما يثير تساؤلات حول جدوى اعتماد هذه العلاجات لفترة محدودة فقط.

ووفقًا لتحليل أجرته جامعة أكسفورد، فإن المرضى الذين فقدوا نحو 8 كغم باستخدام هذه الحقن، استعادوا الوزن خلال عشرة أشهر من التوقف، بينما عاد الذين تناولوا الأدوية الأحدث إلى وزنهم السابق في غضون 18 شهرًا. وخلصت الدراسة، التي استعرضت بيانات 6370 بالغًا في 11 تجربة، إلى أن استمرار العلاج ضروري للاستفادة الكاملة من فوائده الصحية، مثل تقليل مخاطر الوفاة والأمراض المزمنة.

وصرحت البروفيسورة سوزان جيب، المؤلفة المشاركة في الدراسة، بأن "فعالية هذه الأدوية عالية في إنقاص الوزن، لكن التوقف عنها يؤدي إلى استعادة سريعة للوزن، وهو ما يختلف عن الحميات الغذائية التقليدية التي يستغرق فيها الوزن سنوات للعودة". وأضافت أن الأشخاص الذين يعتمدون على الأدوية فقط قد يفتقرون إلى الأدوات السلوكية اللازمة للحفاظ على وزنهم بعد التوقف عن العلاج.

وطرحت النتائج تساؤلات حيال سياسة هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، التي تقيد استخدام هذه الأدوية لمدة عامين فقط وفقًا للإرشادات الحالية. وأشارت جيب إلى أن "الهيئة مطالبة إما باعتبار العلاج طويل الأمد، أو بإيجاد استراتيجية لدعم المرضى بعد توقفهم عن استخدامه".

من جهته، قال تام فراي، رئيس المنتدى الوطني للسمنة، إن "أدوية GLP-1 ليست حلاً سريعًا، ويجب ألا يُفاجأ أحد بعودة الوزن ما لم تُرافق بتغيير حقيقي في نمط الحياة". بينما شددت البروفيسورة جين أوجدن، أستاذة علم النفس الصحي، على أهمية الدعم النفسي والسلوكي للمرضى بعد توقفهم عن العلاج، للحفاظ على النتائج المحققة.

وأكد جيسون هالفورد، الرئيس السابق للجمعية الأوروبية لدراسة السمنة، أن "لقاحات إنقاص الوزن تُعد أداة مساعدة في رحلة فقدان الوزن، لكنها ليست بديلًا عن التغيير السلوكي الحقيقي والدائم".

ومن المتوقع أن تشهد أسعار هذه الأدوية انخفاضًا خلال العقد المقبل مع انتهاء صلاحية براءات اختراعها، ما قد يوسع نطاق استخدامها ويزيد من الضغط على الجهات الصحية لوضع سياسات أكثر استدامة لعلاج السمنة.

التالي دراسة: السمنة قبل سن الثلاثين تزيد خطر الوفاة المبكرة بشكل كبير