مبعوث بريطانيا يزور حيفا لتعزيز التجارة رغم تعليق مفاوضات الاتفاق مع إسرائيل
عرب لندن
زار اللورد إيان أوستن، مبعوث الحكومة البريطانية التجاري إلى إسرائيل، مدينة حيفا يوم الاثنين، بعد أيام فقط من إعلان وزير الخارجية ديفيد لامي تعليق مفاوضات التجارة مع إسرائيل، في ظل تصاعد العدوان على قطاع غزة.
وأكّد بيان صادر عن السفارة البريطانية في إسرائيل أن اللورد أوستن تفقد عدة مشاريع مشتركة، من بينها مركز الفحص الجمركي، وميناء خليج حيفا، ومشروع القطار الخفيف بين حيفا والناصرة، مشيرًا إلى أنه "شاهد التعاون بين الجانبين في كل محطة من محطات الزيارة".
وصرّح اللورد أوستن أن زيارته تهدف إلى "لقاء المسؤولين ورجال الأعمال لتعزيز العلاقات التجارية بين بريطانيا وإسرائيل"، مؤكدًا أن "التجارة مع إسرائيل توفر آلاف الوظائف الجيدة في المملكة المتحدة، وتقرّب الشعوب داخل الديمقراطية متعددة الثقافات التي تمثلها إسرائيل"، على حد تعبيره.
وجاءت هذه الزيارة في وقت حساس، إذ أعلنت الحكومة البريطانية الأسبوع الماضي تعليق مفاوضاتها بشأن اتفاقية تجارة حرة جديدة مع إسرائيل، بسبب الهجوم الإسرائيلي المتسارع على غزة وتقييد دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
ووصف لامي التصرفات الإسرائيلية بأنها "فظيعة" وشكلت "مرحلة مظلمة جديدة في هذا الصراع"، وذلك خلال كلمة ألقاها في مجلس العموم.
ورغم هذا التجميد، شدّد متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني على أن "بريطانيا لا تزال تحتفظ بعلاقات تجارية قائمة مع إسرائيل، لكنها علّقت فقط التفاوض على أي علاقات جديدة".
وفرضت المملكة المتحدة عقوبات على عدد من الأفراد والجهات في الضفة الغربية، اتهمتهم بالتورط في أعمال عنف ضد الفلسطينيين، من بينهم الناشطة الاستيطانية دانييلا فايس، التي كانت موضوعًا لأحد أفلام الوثائقي البريطاني الشهير لويس ثيرو.
وانتقدت الحكومة الإسرائيلية هذه الإجراءات، ووصفتها بأنها "مؤسفة"، معتبرة أن المفاوضات التجارية لم تكن تتقدم أصلاً بسبب الموقف البريطاني.
ودافع اللورد أوستن عن أهمية العلاقات التجارية بين المملكة المتحدة وإسرائيل، مشيرًا إلى أن "قيمتها تبلغ مليارات الجنيهات وتعود بفوائد ضخمة على بريطانيا".
وكتب في مقال على موقع "Politics Home" قائلاً: "مصلحة بلادنا الوطنية تقتضي استمرار هذه العلاقة، والقرار الحكومي بتجميد المفاوضات لا يغير من واقع الشراكة القائمة".
وحول الوضع في غزة، اعتبر أوستن أن "الأوضاع هناك مروعة كما هي في جميع الحروب"، مضيفًا أن "أسرع وسيلة لإدخال المساعدات وإنقاذ الأرواح هي توقف حركة حماس عن القتال وإطلاق سراح الرهائن، لأن ذلك سينهي النزاع فورًا"، حسب قوله.